مع انتهاء الإضراب العام الذي دعت إليه بعض التيارات في مصر ضد ما وصفوه ب "الغلاء والفساد" تباينت ردود الأفعال حول مدى تأثير الإضراب على حركة المبيعات في الأسواق حيث أشار البعض إلى انه كان هناك تأثير محدود بينما ارجع آخرون ركود حركة البيع في ذلك اليوم إلى سوء الأحوال الجوية . ويرى خالد أبو إسماعيل رئيس الغرفة التجارية السابق ان إضراب 6 ابريل لم يكن له تأثير كبير على حركة الأسواق كما ان ذلك الإضراب لا يمكن ان يؤدي إلى حدوث تراجع لاسعار السلع الأساسية محليا بهذه البساطة ،خاصة وان ارتفاع أسعار هذه السلع تعتبر ظاهرة عالمية . وقال أن الهدف من ذلك الإضراب هو حث الحكومة للتحرك نحو زيادة الدخول وليس من أجل خفض أسعار السلع. وحول أراء المتعاملين بتجارة السلع الاستهلاكية في مدى تأثر الأسواق بالإضراب قال رفعت عبد العزيز مسئول مبيعات في محلات "الهواري" أن التأثير كان بسيطا مشيرا إلى أن عزوف المستهلكين عن الشراء في ذلك اليوم لا يرجع إلى الإضراب العام ولكن إلى سوء الأحوال الجوية التي شهدتها القاهرة في ذلك اليوم،. ونفي بشدة أن تكون حالة الإضراب أثرت بشكل بالغ على المبيعات بصورة أو بأخرى. واختلف معه في القول "بقالة الجندي" ، حيث أكد أن الإضراب كان له تأثير على حركة البيع وان كان محدودا واصفا ذلك اليوم بأنه مثل أيام العيد حيث يقل عدد المستهلكين نظرا لكونهم يقومون بعمليات شراء مكثفة قبل ذلك بأيام. وعندما انتقلنا إلى بائعي الخضروات والفاكهة في شوارع القاهرة، بادرنا احد الباعة بالقول "مفيش حد بيشتري حاجة اليومين دول"، وأرجع ذلك إلى تأثر الفاكهة بالمبيدات مما أدى إلى تغيير ملحوظ في رائحتها وساهم ذلك في عدم الإقبال على شراء الفاكهة. وقالت أحدى بائعات الخضروات أنها ليس عندها أدنى فكرة عن الإضراب ولكنها شاركت فيه بدون أن تدرى بسبب سوء الأحوال الأجوية التي أجبرتها على عدم مغادرة المنزل ، فيما ذكر بائع للخبز أنا كنت في بادئ الأمر موافق على فكرة الإضراب ولكن بعدما انتهي الإضراب قلت "حسبنا الله ونعم الوكيل" في أصحاب الإضراب وأرجع ذلك لأنهم "خسروه لقمة عيشه في اليوم ده". وتوافق مع ذلك الرأي احد أصحاب محلات البقالة، حيث أبدى موافقته على فكرة الإضراب منذ الإعلان عنها، مؤكدا أن ذلك الإضراب نجح ودلل على ذلك أن الحكومة توجست خيفة من تداعياته فقامت بنشر عربات الشرطة والأمن المركزي في الشوارع. وعلى الرغم من موافقته على الإضراب إلا أنه لم يتخذ قرارا بغلق "المحل" وعندما سألنه عن سبب ذلك ، رد باستعجاب "أنا مضرب بس ده أكل عيشي " فيما ذكر صاحب محل متخصص في بيع الألبان، "أنا مليش دعوة بحاجة" وأبدى تخوفه من الكلام في ذلك الموضوع. وكانت الأسواق قد شهدت قبل يوم من إضراب 6 إبريل انتعاشة في حركة البيع بشكل ملحوظ وذلك بسبب تخوف المواطنين بقيام العديد من المحلات بالتضامن مع الإضراب وإغلاق أبوابها .