العطية ينسب ارتفاع أسعار النفط إلى "الأشباح" محيط كريم فؤاد العطية وزير النفط القطري في الوقت الذي تلقت فيه أسعار النفط دعما ملموسا على مدي الأيام الأخيرة نتيجة عودة العامل الجيوسياسي للتأثير على اتجاهات السوق والذي دفع بأسعار النفط إلى السير بخطى ثابتة صوب ال 100 دولارا، عزا وزير الطاقة القطري عبدالله بن حمد العطية ارتفاع الأسعار إلى "الأشباح" التي تسيطر علي السوق البترولي. مؤكدا بذلك ما أعلنه وزير المالية السعودي الدكتور إبراهيم العساف أن الارتفاعات الراهنة لأسعار النفط تأتي نتيجة لعمليات المضاربة في السوق البترولي فضلا عن العوامل الجيوسياسية، وهي نفس العوامل التي أرجعتها منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" بالإضافة إلى عامل انخفاض سعر الدولار الأمريكي والذي لم تنته فصوله بعد. واستبعد العطية على هامش مؤتمر الغاز السادس في قطر سبب ارتفاع الأسعار إلى نقص في الإمدادات النفطية مؤكدا على توزان العرض والطلب، مشيرا إلى أن المشكلة تكمن في التوترات السياسية في المنطقة، وفي المضاربين الذين تحولوا من شراء الأسهم والسندات إلى شراء السلع مثل الذهب والنفط. وأضاف في تصريحاته التي أوردتها صحيفة "الحياة" اللندينة أن أزمة الرهن العقاري في الولاياتالمتحدةالأمريكية ساهمت في تحويل المستثمرين إلى سوق السلع، فوصلت أسعار الذهب إلى مستويات قياسية رافعة معها أسعار النفط. وقد سجلت أسعار النفط لخام برنت تراجعا اليوم بنسبة 1% لتصل إلى 92.58 دولار للبرميل، وذلك بعد تسجيلها أمس مستوي قياسي بلغ 93.20 دولارا للبرميل وذلك لأول مرة منذ بدء التعاملات في عام 1983. وأشارت شبكة بلومبيرج الإخبارية عبر موقعها الإلكتروني إلى أن سعر الخام الأمريكي سجل انخفاضا مقتفيا أثر نظيره "برنت" لتعاقدات شهر ديسمبر بمقدار 77 سنت أو 0.9% ليصل إلى 89.85 دولارا. ويأتي اتجاه الأسعار صوب المستويات القياسية رغم استقبال الأسواق بصورة فعلية للزيادات الجديدة المقررة من جانب "أوبك" وتأكيد المنظمة استعدادها لسد أي فجوة محتملة بين الطلب العالمي ومستويات المعروض. ويعني ذلك أن هناك عوامل أخري أصبحت تؤثر بشكل واضح على اتجاهات السوق البترولي خارج نطاق مسئولية "أوبك" أي لا ترتبط بمعطيات العرض والطلب. حمى المضاربات تجتاح بورصات النفط ولعل أبرز تلك العوامل المؤثرات الجيوسياسية وعدم تشغيل بعض محطات التكرير بكافة طاقتها الإنتاجية. وبالطبع فإن التوترات السياسية لها تأثير مباشر لا يمكن تجاهله على السوق البترولي ويتضح ذلك في ضوء العمليات العسكرية الراهنة على الحدود التركية العراقية في الوقت الذي يهدد فيه حزب العمال الكردستاني بضرب خطوط أنابيب النفط المتجهة من شمال العراق للأراضي التركية. وفي محاولة لتطمين الأسواق، قال مدير الأبحاث في منظمة أوبك حسن قبازرد إن المنظمة قادرة على تعويض العجز في الامدادات النفطية من شمالي العراق البالغة مليون برميل نفط يوميا في حال توقفها نتيجة أي اعمال عسكرية محتملة. وأوضح قبازرد أن توقعات المحللين تقول أن إمكانية إقدام تركيا على عمل عسكري ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق قد تؤدي إلى توقف نقل مليون برميل من النفط يوميا مشيرا إلى أن منظمة أوبك لديها القدرة على تعويض هذه الكمية في الأسواق في حال توقفها. وأشار إلى أن هذه المشكلات جعلت كثير من البنوك والصناديق تقوم بتسييل استثماراتها في السوق الامريكي لدفعها في سوق السلع واهمها النفط والذهب اللذان ارتفعت اسعارهما بشكل كبير. وقد أوضحت كالة الطاقة الدولية أن الطلب علي النفط سيشهد ارتفاعا في العام المقبل بمقدار مليوني برميل يوميا في حين تشير تقديرات أوبك إلى ان الرقم سيكون في حدود 1.3 مليون برميل يوميا فقط. من جانبه استبعد وزير النفط الجزائري والرئيس الحالي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" شكيب خليل احتمال عقد مؤتمر طارئ للمنظمة قبل المؤتمر العادي المقرر عقده ديسميبر المقبل في دولة الإمارات، لبحث سبل وقف ارتفاع أسعار النفط الخام. وافاد بأن المؤتمر القادم لمنظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك" المزمع عقده فى أبوظبى فى ديسمبر القادم سيقوم بدراسة الوضع من جميع جوانبه. وأرجع رئيس "أوبك" في كلمته التي أوردتها وكالة الأنباء الكويتية "كونا" ارتفاع الأسعار إلى العجز فى طاقات المصافي وتوقف الانتاج فى بعض المناطق بسبب الأعاصير وكذلك جراء المضاربات المفرطة، بالإضافة إلى العوامل الجيوسياسية.