نيويورك: قفزت أسعار النفط الخام اليوم وقبل إنهاء تعاملات الأسبوع لمستويات قياسية جديدة في ظل تضافر عوامل عدة أبرزها عودة العامل الجيوسياسي ليكون مؤشر قوي لاتجاهات السوق وبشكل متزامن مع التراجع المفاجئ للمخزونات الأمريكية البترولية واستمرار حالة الضعف في أداء الدولار. وقد ارتفع اليوم سعر النفط الخام الأمريكي لتعاقدات شهر ديسمبر فوق مستوي ال 92 دولاراً للبرميل وذلك خلال التعاملات الصباحية في أسواق لندن ليسجل 92.22 دولار بزيادة قدرها 1.76 دولار. وقد جاء ذلك المستوي القياسي الجديد بعد القفزة القوية التي أحرزها سعر الخام يوم أمس، حيث ارتفع ب 3.36 دولار ليتجاوز ال 90 دولاراً مسجلاً 90.46 دولار. وأشارت صحيفة ال "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الإليكتروني إلي أنه وبذلك تقدر نسبة ارتفاع سعر الخام الأمريكي منذ بداية العام الحالي بنحو 50% وقد حلق صباح اليوم أيضاً سعر الخام برنت علي مستوي قياسي مقتقياً أثر نظيره الأمريكي، حيث ارتفع سعر تعاقدات شهر ديسمبر ب 1.82 دولار ليسجل 89.30 دولار، وقد جاء ذلك المستوي القياسي بعد إغلاق التعاقد أمس علي 87.48 دولار. ويتضح التأثير الذي يلعبه العامل الجيوسياسية في تحديد اتجاه السوق النفطي وذلك من خلال التحركات الأخيرة للأسعار بعد تزايد حدة التوتر على الحدود العراقية التركية وبشكل ينذر بإمكانية حدوث تدخل عسكري موسع من جانب تركيا في الشمال العراقي. وقد ارتفعت الأسعار بشكل واضح منذ يوم أمس مسجلة مستويات قياسية وذلك بعد إعلان واشنطن فرض عقوبات جديدة على إيران لدفعها على التخلي عن برنامجا النووي. وهو الأنر الذي يعني أن المواجهة الراهنة مع ايران ثاني أكبر منتج داخل "أوبك" ستظل عامل مؤثر على اتجاهات أسعار النفط والتي أصبحت تسير بخطى ثابتة صوب ال 100 دولار. وتعد المستويات المسجلة للخام الأمريكي اليوم أعلى مستويات منذ 19 أكتوبر الحالي حيث كان قد حقق الخام مستوى قياسي بتجاوزه حاجز ال 90 دولار. يأتي استئناف أسعار النفط في اليومين الأخريين ارتفاعاتهما مرة أخري صوب المستويات القياسية وذلك رغم استقبال الأسواق بصورة فعلية للزيادات الجديدة المقررة من جانب "أوبك" وتأكيد المنظمة استعدادها لسد أي فجوة محتملة بين الطلب العالمي ومستويات المعروض. ويعني ذلك أن هناك عوامل أخري أصبحت تؤثر بشكل واضح على اتجاهات السوق البترولي خارج نطاق مسئولية "أوبك" أي لا ترتبط بمعطيات العرض والطلب. ولعل أبرز تلك العوامل المؤثرات الجيوسياسية وعدم تشغيل بعض محطات التكرير بكافة طاقتها الإنتاجية.