حققت أسعار النفط الخام قفزة جديدة اليوم لتسجل أعلى مستوى لها على الإطلاق بتجاوز مستوى ال 90 دولار للبرميل وذلك بعد وصول سعر الدولار لمستوى متدني جديد مقابل العملة الأوروبية. وقد تلقى النفط الخام دعما جديدا في ظل استمرار القلق إزاء مستويات المعروض البترولي في الأسواق مع اقتراب فترة انتعاش الطلب خلال فترة الشتاء القادمة. وكما تلقت أسعار النفط دعما ملموسا على مدي الأيام الأربعة الأخيرة نتيجة عودة العامل الجيوسياسي للتأثير على اتجاهات السوق خاصة في ظل إمكانية إقدام تركيا على عمل عسكري ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق وهي خطوة تري الولاياتالمتحدة أنها قد يكون لها تأثير على إمدادات النفط من تلك المنطقة. وأشارت شبكة بلوم برج الإخبارية عبر موقعها على شبكة الانترنت إلى أن سعر النفط الخام لتعاقدات شهر نوفمبر قد ارتفع خلال التعاملات الإليكترونية في سوق نايمكس بنيويورك إلى 90.02 دولار وهو أعلى مستوى منذ بدء التعاملات في عام 1983. ثم تراجعت الأسعار إلى 89.38 دولار بانخفاض قدره 9 سنت في التعاقدات الصباحية بلندن. وسجلت أسعار التعاقدات الآجلة للنفط مستويات قياسية خلال الأيام الأربعة الأخيرة في ظل القلق إزاء إمكانية حدوث تعثر لتدفقات المعروض النفطي من شمال العراق وذلك في حال إقدام تركيا على تنفيذ عمليات عسكرية. وكان العراق قد أعلن عزمه على وقف صادراته البترولية عبر تركيا في حال تعرضه لعمليات عسكرية. وقد شهد السوق النفطي عمليات شراء في ظل التوقعات بشأن إقدام بنك الاحتياط الفيدرالي على إجراء خفض جديد لأسعار الفائدة بهدف دعم الاقتصاد الأمريكي وتجنبه تداعيات أزمة الرهن العقاري الأخيرة. وتشير الآراء في السوق البترولي إلى أن المستويات المنخفضة للمخزون النفطي في الوقت الراهن وقبل فترة ارتفاع الطلب خلال الشتاء تمثل عامل دعم آخر لأسعار النفط. ووفقا لتقديرات وكالة الطاقة الدولية التي أوردتها صحيفة ال "فاينانشيال تايمز" عبر موقعها الاليكتروني فإن مستويات المخزون قد تراجعت خلال الفترة من شهر يوليو الماضي حتى سبتمبر بمعدل بلغ 360 ألف برميل يومياً، وذلك مقارنة بالزيادات المسجلة لمستويات المخزون في تلك الفترة وعلى مدى 10 أعوام في المتوسط بنحو 260 ألف برميل. وترى منظمة "أوبك" أن الارتفاعات الراهنة لأسعار النفط تقف وراءها عوامل تتمثل في عمليات المضاربة بالسوق وانخفاضات سعر الدولار فضلا عن العامل الجيوسياسي.