سجل النفط مستوى قياسيا جديد متجاوز 84 دولارا للبرميل مدعوما بتزايد التوترات بين تركيا وشمال العراق واستمرار المخاوف بشأن المعروض قبل فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي. وصعد سعر 61 سنتا ليغلق عند 83.69 دولار للبرميل بعد صعوده في وقت سابق من المعاملات الى مستوى قياسي عند 84.05 دولار، بينما زاد مزيج برنت في لندن 40 سنتا مسجلا 80.55 دولار. ورغم ارتفاع أسعار النفط الى أربعة أمثالها منذ 2002 الا أنها لا تزال دون أعلى مستوياتها بحساب التضخم عندما بلغت 90 دولارا للبرميل ابان الثورة الايرانية في 1979. هذا، وتسود أسواق النفط مخاوف من قيام تركيا بغزو شمال العراق لتعقب مسلحي حزب العمال الكردستاني بعد هجوم شنه مسلحو الحزب على الجيش التركي اسفر عن مقتل 15 جنديا تركيا، فقد قفزت الاسعار بعدما أعلن حزب العمال الكردستاني انه سيعود الى تركيا من شمال العراق ويستهدف الحكومة التركية الامر الذي ابرز التوترات في منطقة تضخ ثلث انتاج العالم من النفط. يذكر، أن منطقة كردستان العراق تضم مجموعة من حقول النفط العراقي الذي يرى كثير من المحللين انه اكبر احتياطي نفطي في العالم. ويشار الي أن صادرات النفط العراقية عبر تركيا متوقفة منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في مارس 2003 ويصدر معظم النفط العراقي من جنوب البلاد. وأفضى تزايد التوترات الى تفاقم المخاوف من أزمة المعروض خلال فصل الشتاء اثر تراجعات في مخزونات الوقود الامريكية والاوروبية، كما أظهرت أحدث بيانات امدادات النفط في الولاياتالمتحدة -أكبر بلد مستهلك للطاقة في العالم- تراجع مخزونات الخام 1.7 مليون برميل الاسبوع الماضي لتصل الى أدنى مستوى منذ يناير الماضي، كما تراجعت مخزونات النفط الاوروبية. وقال سام بودمان وزير الطاقة الامريكي ان اقتصاد الولاياتالمتحدة صامد بشكل ملحوظ حتى الان في وجه ارتفاع أسعار النفط الى مستويات قياسية وغير الواضح ان كانت الاسواق تحتاج لامدادات اضافية من منظمة أوبك. واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في سبتمبر على زيادة الامدادات بواقع 500 ألف برميل يوميا من نوفمبر لكن كثيرا من المحللين قالوا ان هذه الخطوة غير كافية لتجنب أزمة معروض هذا الشتاء عندما يصل الطلب على زيت التدفئة الى ذروته. ودعم السوق أيضا ارتفاع مبيعات التجزئة الامريكية بقوة في سبتمبر في حين ظل مؤشر للتضخم خافتا حسبما أظهرت بيانات الجمعة الامر الذي يشير الى احتفاظ الاقتصاد ببعض الزخم رغم المخاوف من ضعف قطاع الاسكان. وعلي نحو آخر، تترقب الاسواق تصاعد التوترات بين واشنطن وأنقرة وهي حليف مهم للولايات المتحدة التي تعتمد على تركيا كقاعدة للامداد والتموين في حرب العراق.