توقع الخبير النفطي الكويتي محمد الشطي أن تبقي أسعار النفط العالمية "دائرة" في فلك ال 100 دولار أمريكي حتي نهاية العام الحالي معللا ذلك بانها "ستظل مدعومة بفضل عوامل عدة منها انخفاض في مستوي الزيادة بالامدادات النفطية من خارج منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" . وقال الشطي لوكالة الانباء الكويتية "كونا" إن الزيادة المتوقعة في الطلب علي النفط لهذا العام هي 2 .1 مليون برميل يوميا فقط بحسب التقارير العالمية وبسبب التوقعات بتباطؤ وتيرة أداء الاقتصاد العالمي خلال النصف الثاني من 2011 وتأثير ذلك علي مستويات الطلب العالمي علي النفط موضحا أن الزيادة في الطلب علي النفط العام الماضي تخطت حاجز ال 8 .1 مليون برميل يوميا . وأضاف أن المؤشرات كلها تؤكد ثبات انتاج "أوبك" خلال 2011 ليكون مستوي الانتاج قريبا من مستويات عام 2010 مما يعني خفضا في المعروض عن الطلب العالمي علي النفط وبالتالي استمرار السحب من المخزون النفطي في اشارة إلي أن مستوي المخزون النفطي في البلدان الصناعية انخفض ووصل إلي تغطية الطلب لما يقدر ب 4 .58 يوم فقط . وأشار إلي تناقص الفائض في الطاقة الانتاجية لدي "أوبك" ليصل إلي 3 .3 مليون برميل يوميا مقارنة مع اجمالي المخاطر التي قد تؤثر علي الامدادات النفطية مع استمرار حالة التصعيد وعدم الاستقرار في مناطق عدة من الوطن العربي، مبينا أن هذه العوامل تسهم مجتمعة في دعم مستويات الاسعار . وذكر أن خطورة تباطؤ الاقتصاد العالمي تكمن في كونها تسير بوتيرة أسرع وبشكل يؤثر علي الطلب سلبا والاسعار مستشهدا بما حدث خلال فترة الكساد الاقتصادي في "2008 2009" حين تأرجح المتوسط الشهري لاسعار نفط خام الاشارة برنت بين "40 50" دولارا للبرميل، موضحا أن الاوضاع في الوقت الراهن مختلفة وغير متشابهة مع تلك الفترة مستبعدا هبوط الاسعار إلي تلك المستويات . وقال الشطي إن الاسعار تحركت وفق مستويات مقبولة في السوق النفطية عند نطاق سعري ما بين 74 و85 دولارا للبرميل عام 2010 لكنها شهدت طفرة في 2011 لتصل إلي مستويات 90 .125 دولار للبرميل . وأشار إلي أن هذه المستويات وفرت بيئة زاد معها القلق في السوق النفطية من أن الاسعار ربما بدأت تأخذ اتجاها تصاعديا قد لا يكون في مصلحة دعم مستويات الاستهلاك العالمي من النفط أو أداء أفضل للاقتصاد العالمي خلال السنوات المقبلة مع تحذيرات من امكانية تكرار انتكاسة جديدة للاقتصاد العالمي رغم أن ظروف عام 2008 تختلف عن 2011 . وأفاد بأن العديد من المراقبين وبينهم البيت الاستشاري العالمي جيبسون يرون أن تباطؤ الاقتصاد العالمي سيؤثر كذلك في سوق الناقلات التي تتسم بوفرة في المعروض خلال السنوات المقبلة مما يؤثر سلبا علي أجور الشحن . وذكر أن انخفاض الاسعار خلال الفترة الاخيرة عائد إلي الانباء الاقتصادية المتشائمة بسبب مشكلات الديون في أوروبا وأداء اقتصاد الولاياتالمتحدة مما جدد المخاوف من عودة الكساد العالمي . وبين أن أسعار نفط خام الاشارة برنت هبطت من 116 دولارا للبرميل بداية أغسطس الجاري إلي 104 دولارات للبرميل في العاشر منه وبمقدار 12 دولارا للبرميل، مشيرا إلي أن مستوي أسعار النفط الخام يؤثر سلبا أو ايجابا في أداء اقتصادات دول العالم لانه أساس في وضع ميزانياتها . وقال الشطي إن متوسط أسعار النفط الخام التي يتحقق معها الايفاء بالتزامات الانفاق في ميزانيات البلدان الخليجية هو عند 5 .86 دولار للبرميل بحسب تقديرات بنك "دويتشي" معتبرا أن الاسعار خلال النصف الأول من هذه السنة المالية لاتزال أعلي من هذه المستويات .