محيط كريم فؤاد دومينيك ستروس اختار صندوق النقد الدولي وزير المالية الفرنسي الأسبق دومنيك ستروس مديرا تنفيذيا لثاني أكبر مؤسسة نقدية من حيث الأهمية في العالم، ليحل محل الأسباني رودريغو راتو الذي سيتنحى عن منصبه لأسباب شخصية في الشهر المقبل، قبل عامين من انتهاء ولايته. وستروس الذي ينتمي للحزب الاشتراكي الفرنسي، وسبق له ان عمل وزيراً، أصبح رابع فرنسي يعين مديرا عاما لهذه المؤسسة المالية الدولية التي تتخذ من واشنطن مقرا لها. واختار مجلس مديري الصندوق الذي يضم 24 عضوا شتراوس بالتوافق بعد أن أجرى تصويتا على مرحلتين أولاهما سرية أعقبها تصويت رسمي جرى خلاله التوافق على المرشح الفرنسي الذي حظي بدعم قوى من الولاياتالمتحدة والبلدان الغربية. وتأكد فوز ستروس بالمنصب كما ورد في صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية بعد أن وافقت الولاياتالمتحدة عليه، على الرغم من أنها كانت مترددة من قبل في الموافقة على تعيينه في هذا المنصب المهم. وحسب قانون صندوق النقد، ستعقد جلسة سرية يشترك فيها مديرو البنك التنفيذيون، الذين يختارون حسب حصة كل دولة في أسهم الصندوق. وتعهد ستروس (64 عاما) في كلمة القبول أمام المجلس بإدخال إصلاحات على الصندوق واستعادة الأهمية المتراجعة لهذه المؤسسة المالية الدولية المهمة. ونقلت وكالة الأنباء الكويتية "كونا" عن ستروس القول إنه "بالنظر إلى الشرعية القوية التي استقيتها من الدعم الواسع الذي حظيت به وخاصة من بلدان الأسواق الصاعدة والبلدان صاحبة المداخيل المنخفضة اعتزم السعي فورا وبلا تأخير لأخال الإصلاحات المطلوبة للصندوق لجعل الاستقرار المالي في خدمة المجتمع الدولي مع تسريع النمو ومعدلات التوظيف" حول العالم. وأكد أن الصندوق "يتعين عليه لعب دور مركزي وفي شكل مختلف تماما عن الشكل الذي بدأ به عند تأسيسه" مشيرا إلى أن الاستقرار المالي واستقرار الاقتصاديات الكلية الكبرى "هما مفتاح تحديد السياق الأوسع لمفهوم الأمن". هذا وكان يدخل في المنافسة مع ستروس علي الفوز بمنصب مدير صندوق النقد الدولي، المرشح التشيكي جوزف توسوفسكي، الرئيس السابق للبنك المركزي في جمهورية التشيك، الذي دعمته روسيا ودول من شرق أوروبا. وحرص المرشح التشيكي على دعم قضايا دول العالم الثالث، خاصة زيادة نصيبها في إدارة الصندوق، مشيدا بقرار اتخذه الصندوق في السنة الماضية لزيادة نصيب الصين وكوريا الجنوبية وتركيا والمكسيك، وقال انه سيعمل على زيادة دور دول أخرى في العالم الثالث. وعلي الصعيد ذاته طالبت بعض الدول النامية بتمكينها وللمرة الأولى بعد خمسين عاما من قيام الصندوق بتولي الإشراف عليه. وقد شنت العديد من المنظمات غير الحكومية حملة قوية لإنهاء العمل بالقاعدة غير المكتوبة التي تقضي بأن يختار رئيس الولاياتالمتحدة رئيس البنك الدولي وفي المقابل تختار الدول الأوروبية رئيس صندوق النقد الدولي والتأسيس لعملية اختيار تقوم علي كفاءة المرشحين بدلا من جنسياتهم. وتري المنظمات غير الحكومية أن الأزمة الحالية تمثل فرصة لإنهاء العمل بهذه القاعدة التي جرى العمل منذ اتفاقات بريتون وودز لسنة 1944، مطالبة بان يفتح المنصب إلي غير الأمريكيين، كما أوردت صحيفة "القدس العربي". رودريجو راتو وقد أعلن صندوق النقد الدولي مؤخرا أن مديره العام الأسباني رودريغو راتو سيغادر منصبه في أكتوبر المقبل لأسباب شخصية، أي قبل عامين من نهاية ولايته. وتسلم رودريغو راتو الذي عينه مجلس إدارة صندوق النقد الدولي مديرا عاما ورئيسا لمجلس الإدارة في الرابع من مايو 2004، مهامه في السابع من يونيو 2004 لخمسة أعوام. وتأتي مغادرة راتو بعد استقالة رئيس البنك الدولي بول وولفوفيتز أثر فضيحة أخلاقية التي اتهم فيها باستغلال نفوذه لمحاباته صديقته، وتولي روبرت زوليك محل وولفوفيتز في الأول من يوليو الجاري ليكون الرئيس ال 11 للبنك ولفترة قدرها 5 أعوام.