محيط/ زينب مكي: تواجه الموانئ الأوروبية حالة من الاختناق والفوضوية في تسليم البضائع، جعلتها عاجزة عن مواكبة حركة الاستيراد المتنامية بسبب عدم قدرتها على استيعاب حركة الحاويات المزدهرة، خصوصاً القادمة من آسيا لاسيما الصينية منها. و في الوقت الذي وصل معدل تأخير تسليم البضائع المستوردة، في هولندا وبلجيكا، إلى يومين تقريباً اضطرت بعض الموانئ الأوروبية إلى تحويل مسار سفن الشحن بسبب عدم توافر الأحواض والأرصفة لرسو هذه السفن. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن مسئولين أوروبيين أن العلاج الوحيد لهذا الاختناق يتمثل في توسيع طاقة الموانئ الأوروبية على استيعاب طفرة استيراد السلع الآسيوية لكن مشاريع التوسع لا تتقدم بسرعة كافية لمُجَاراة التجارة الآسيوية المنتعشة بسبب المخاوف البيئية. وتسعى موانئ أوروبا الغربية الكبرى إلى إنشاء محطات حاويات لمواجهة المشكلات والمصاعب الناجمة عن تعاظم الحركة التجارية الآسيوية، على ان تبدأ عملها بين عامي 2008 و2009. وبيد أن معظم هذه المشاريع تواجه معارك قضائية بسبب المخاوف البيئية، لذا لا يتوقع المحللون إكمال هذه المشاريع قبل عام 2012، علماً أن أوروبا تحتاج إلى إنجازها قبل هذا التاريخ بكثير، لتفادي انهيار بنية موانئها. وتوقعت بيانات الجمعية الأوروبية للنقل والخدمات اللوجستية والتموينية "كليكات" نمو حركة شحن الحاويات بنسبة 7.8% سنوياً، حتى عام 2011، فيما ستنمو طاقة استيعاب الحاويات في الموانئ الأوروبية كلها بنسبة 4.2% سنوياً. ومع ذلك، لا يقترب وضع الموانئ الأوروبية الغربية من أوضاع الاختناقات الخطرة المسجلة في بعض الموانئ الروسية أو الآسيوية أو الأمريكية. لكن عدم تدخل الاتحاد الأوروبي، في المستقبل القريب، لمعالجة هذه المشكلة سيؤدي إلى تدهور أوضاع الموانئ الأوروبية بصورة مقلقة. فقد شهد النصف الأول من هذه السنة، تأخر 73% من سفن الشحن في دخول الموانئ الأوروبية، بسبب عدم قدرتها على الرسو، مقارنة بتأخر طاول 45% من هذه السفن في الفترة ذاتها من السنة الماضية. وفي سياق متصل، أفاد العاملون في المشغل الرئيسي لمحطة الحاويات في ميناء "روتردام"، "آي سي تي"، بأن نمو الحركة التجارية المتدفقة من الشرق الأقصى أصبح خارج سيطرتهم، ما ينعكس أحياناً في تأخير "محرج" في تسليم البضائع على الأراضي الأوروبية. وتنمو حركة شحن الحاويات في ميناء "روتردام" بنسبة 15% سنوياً، وزاد حجم الحاويات فيه في النصف الاول من السنة الحالية بنسبة 10%، وبنسبة 18% في ميناء "أنتويرب"، و9.6% في ميناء "هامبورج". والحل المنطقي الوحيد لمشكلة الاختناق هذه، جاء عبر ميناء "دنكيرك" الفرنسي وشركة "يوروتونيل" التي تدير نفق المانش، بحيث تفرغ شحنات السفن في "دنكيرك"، ثم تنقل بالقطارات عبر النفق إلى بريطانيا.