عكا: صدر حديثاً كتاب بعنوان "عميل مشبوه" للكاتب والصحفي الإسرائيلي يغئال سارنا احد صحفي "يديعوت أحرونوت" والكتاب عبارة عن رواية وثائقية تتناول سيرة "سامي هوخبرغ" أحد مؤسسي مستوطنة نس تسيونا. ووفقاً لما كتبه أنطوان شلحت بصحيفة "الحياة" فمستوطنة نس تسيونا تم إقامتها على أراض اشتُريت من قرية وادي حنين الفلسطينية في محافظة الرملة بدءًا من عام 1883، أما سامي هوخبرغ فهو احد أبناء أسرة يهودية إقطاعية قام بالهجرة إلى فلسطين عام 1889 تحت تأثير أفكار حركة "محبو صهيون" ثم أقنع عائلته كلها بالهجرة إليها وشراء أرض فيها لتوسيع نواة لمستوطنة "نس تسيونا". انتقل هوخبرغ إلى عدة دول أخرى حتى استقر في الأستانة، عاصمة الإمبراطورية العثمانية. وهناك التقى زئيف جابوتينسكي، زعيم "التيار التنقيحي" في الحركة الصهيونية، وأسسا معًا إضافة إلى شخصيات أخرى شبكة صحف عملت على دفع أفكار الحركة الصهيونية عن طريق إقناع زعماء العثمانيين بأن الحركة الصهيونية ستكون موالية لإمبراطوريتهم، ومع بداية ظهور مؤشرات الحرب العالمية الأولى (1914- 1918) تنقل كثيرًا في كل من برلين وفيينا وباريس وسائر أنحاء أوروبا وكذلك في الشرق الأوسط إلى أن مات مسمومًا عام 1917 في أحد مطاعم الأستانة عن عمر يناهز ال 46 سنة، ولا يزال مكان دفنه مجهولاً. وعبر الكتاب وحسبما كتب شلحت يوضح المؤلف أن هوخبرغ كان من أوائل "الطلائعيين" الصهاينة الذي حاول أن يتوصل إلى اتفاق شامل مع العرب، لكنه في الوقت نفسه كان عميلاً للاستخبارات العسكرية الألمانية. وحاول هوخبرغ أن يتوصل في أثنائه إلى تفاهمات بين الحركة الصهيونية والعرب، لكن محاولته باءت بالفشل. ويقول سارنا على لسان هوخبرغ أن عدم التحادث مع الجار القريب "العربي" من شأنه أن يؤدي إلى تداعيات ليس أبسطها اشتعال البلد برمته، مثبتًا إياه على أنه كان بمثابة تنبؤ مبكر لما حدث هنا فعلاً في وقت لاحق من حريق ما زال لهيبه مستعرًا حتى الآن.