لرياض: صدر مؤخراً للناقد والكاتب السعودي د.عبدالله الغذامي كتاب "الفقيه الفضائي: تحول الخطاب الديني من المنبر إلى الشاشة" والكتاب صادر عن المركز الثقافي العربي. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" يستند الغذامي في كتابه إلى آراء بعض الفقهاء كالإمام الشاطبي، وبعض الدعاة كالقرضاوي وسلمان العودة، ليطلق دعوة للجمهور العام لخوض عباب الفقه للوصول لدرجة الاجتهاد، وعدم حصر الأمر على طائفة من أهل العلم. يخرج الغذامي في كتابه عن دائرة النقد الأدبي والثقافي، ليدخل في دهاليز النقد الفكري، وصولا للخطاب الديني، حيث صبّ اهتمامه هذه المرّة على دور الفقيه الفضائي سواء على المستوى الثقافي أو الديني أو الاجتماعي، مقارنة بدور الفقيه الأرضي المماثل. وفي تصريح للصحيفة اللندنية قال الغذامي "إذا كنّا نقول إن الفقيه هو رمز اجتماعي وديني وثقافي فلا بد لهذا الفقيه أن يمارس دوره الرمزي ويكون سريعا في حركته بنفس درجة الزمن الذي نعيشه". وحول اهتمام الغذامي بعملية التحول في طريقة الخطاب الديني من على المنابر إلى الشاشات التلفزيونية والمواقع الإلكترونية ووسائط التقنية الحديثة، يرى الناقد أن مردّ هذا التصور يأتي كمسألة تجذرت من مقولة أبو حنيفة حول الفقه والتي يقرر فيها أن الفقه خطاب في الرأي، حيث يقول أبو حنيفة نصّا: "كلامنا هذا رأي فمن جاءنا بخير منه تركنا ما عندنا إلى ما عنده". يتكون الكتاب من مقدمة وستة فصول هي: الفقيه الفضائي، الفتوى رأي الدين أم هي رأي في الدين، الاجتهاد والاختلاف، حجب الفتوى، الوسطية، الاختلاف السالب "فقه الصورة"، الاختلاف الساخن. يرى الغذامي أن الفقيه الفضائي وجد نفسه أمام تعبير وسائلي ضخم يتمثّل في الشاشات الثلاث التلفزيون والإنترنت والموبايل التي صارت سبلا للتواصل ما بين الفقيه والجمهور، ويعتقد الغذامي أنه يلزم الفقيه الفضائي أن يجعل خطابه ملائما لهذه الفئات على اختلافاتها الكبرى وهذا على نقيض الفقيه الأرضي الذي يتعامل عبر المنبر ومع جمهور محلي يعرفه ويعرف ظروفه.