روما: أكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) أن أسعار الشاي سجّلت أرقاماً قياسية هذه السنة، لكن يتوقع أن تبدأ تراجعها العام المقبل، مع عودة أنماط الطقس إلى طبيعتها في الأقاليم الرئيسة المنتجة للشاي في آسيا وأفريقيا ووفقا للبيان الصادر عن المنظمة على موقعها الإلكتروني سجّل السعر "المركَّب"، كمؤشر عالمي للشاي الأسود، 3.18 دولارات للكيلوجرام خلال سبتمبر الماضي، وسط أوضاع الجفاف في الهند وسريلانكا وكينيا وتحت وطأة الطلب المتزايد، في مقابل 2.38 دولار للكيلو في 2008. وأعربت المنظمة عن قلقها من إمكان أن يُفرط مُنتجو الشاي، في استجابتهم لوضعية الأسعار البالغة الارتفاع، بزيادات كبيرة في الإنتاج سعياً إلى الربح، ما يهدّد بإغراق الأسواق جرّاء فائض العرض. وفي هذا الصدد قال الخبير كيسون تشانغ، - أمين المجموعة المشتركة في ما بين الحكومات لسلعة الشاي لدى المنظمة، بصفتها الهيئة الدولية الوحيدة المختصة بالشاي، - إن "بُلداناً مُنتجة، مثل الهند، تصرّفت بمسؤولية، مُعلنةً أنها لن تتوسع في الرقعة الراهنة لإنتاج الشاي، باستثناء تأهيل البساتين المُنتِجة وإعادة زَرعها". وأضاف أن "عودة أنماط الطقس إلى حالتها الطبيعية في المناطق المنتجة الرئيسة تؤشّر إلى أنّ ضائقة السوق العالمية ينبغي أن تسترخي وتبدأ بتخفيف الضغوط على أسعار الشاي العالمية خلال السنة الجديدة". وعلى رغم أن نمو الاستهلاك تجاوز غِلال الإنتاج بين 2005 و2009 بنحو 0.8% في مقابل 0.6% لهذين العامين على التوالي، إلا أن الفجوة بين نمو الإنتاج والاستهلاك اتسعت بنسبة أكبر بين 2007 و2009، فسجَّلت 3.4 نقطة مئوية بالتزامن مع اندفاع الأسعار إلى الارتفاع، ما أدى إلى زياداتٍ في الأسعار عَبَرت سلسلة القِيَم من المُنتِج إلى المُستهلِك، مع ارتفاع أسعار المُفرَد في حدود خمسة في المئة عبر الأسواق المركزية في أوروبا.