بيروت: صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون رواية جديدة للروائي الجزائري عمارة لخوص بعنوان "القاهرة الصغيرة" وهي العمل الأدبي الثالث له، بعد كل من "البق والقرصان"، و"كيف ترضع من الذئبة دون أن تعضك" والتي ترجمت لعدة لغات وحولت إلى فيلم سينمائي. وبحسب الناشر يعد هذا العمل بمثابة قراءة نقدية لمفهوم الإرهاب في المجالين التداوليين الإسلامي العربي والغربي، وتدور أحداث الرواية حول السيد كريستيان مزاري الإيطالي الذي يندس بين المهاجرين العرب والمسلمين في حي ماركوني بروما وذلك للكشف عن عملية إرهابية مرتقبة وصلت أخبارها إلى الاستخبارات الإيطالية. وقد وقع الاختيار على كريستيان لكفاءته اللغوية وقدرته على التحدث باللهجة التونسية بطلاقة، يقول بطل الرواية: "أدركت المراد من مهمتي السرية: اختراق الجالية العربية المسلمة في روما والتجسس عليها. الغاية هي منع حدوث عمليات إرهابية فتاكة وإنقاذ حياة الكثير من الأبرياء..." وهنا يعالج الروائي من خلال المهمة الموكولة إلى بطله قضية جماعية فيلبسه دور منقذ الوطن بالمفهوم الغربي، يقول ضابط الاستخبارات ل "مزاري": "لا تنس يا سيد مزاري، وطنك إيطاليا في حاجة إليك. نحن في حرب". تتوالى الأحداث في الرواية بعد أن يتقمص كريستيان مزاري شخصية عيسى التونسي ويتحول إلى شاب بشارب بارز يعمل غسالاً للصحون ويقيم في بيت جماعي لا يملك فيه سوى الفراش الذي ينام عليه، ثم تتشعب أحداث الرواية إلى أن يتقاطع مصيره مع مصير صوفيا الشابة المصرية المحجّبة التي تعيش مرحلة عصيبة في حياتها، إذ تضع ثقافتها العربية الإسلامية تحت مجهر تجربتها مع البيئة الجديدة التي تحياها والتي هي مختلفة أيديولوجياً ولغوياً ودينياً وثقافياً. يذكر أن الروائي عمارة لخوص حائز على جائزة فلايانو الأدبية الدولية عام 2006، وجائزة المكتبيين الجزائريين عام 2008.