باريس: صدر عن دار "جراسيه - باريس 2010" كتاب جديد بعنوان "تاريخ سياسي للمثقفين" من تأليف الآن مينك أحد المثقفين الفرنسيين المعاصرين والبارزين على الساحة الثقافية بفرنسا، والذي يؤرخ في كتابه الجديد لتاريخ الثقافة الفرنسية منذ القرن الثامن عشر وحتى الأن. ووفقاً لصحيفة "البيان" يعرف مينك المثقف الحديث قائلاً: "وُلد المثقف الحديث بنظري في القرن الثامن عشر عندما نجا بنفسه من هيمنة السلطة السياسية ومن سطوة الكنيسة. لقد أصبح المجتمع هو المحيط الذي يعيش فيه. وغدت المواجهة بينه وبين السلطة هي التي تحدد هويته ومجال إبداعه" وعن حزب المثقفين أو من اطلق عليهم مينك "الحزب الأول في فرنسا" يقول المؤلف "لن يكون حزب المثقفين في تاريخنا أقوى وعلى نفس الدرجة من التضامن مما كان عليه في القرن الثامن عشر" مشيراً إلى أن المثقفين وجدوا في مواجهتهم آنذاك نظاما يزداد ضعفا منذ وفاة الملك لويس الرابع عشر وأرستقراطية تبهت شرعيتها يوما بعد أخر، وكنيسة أسيرة المواجهة بين الملك وبابا الفاتيكان. ويشير مينك إلى أن قوة المثقفين آنذاك كان مصدرها الرئيسي هو أنهم كانوا يشكّلون كتلة متضامنة يوحّدها طموح مشترك وتؤكد ذاتها جماعيا على المسرح الأوروبي والمسرح الوطني. كما يتطرق مينك إلى العلاقات الصعبة التي كانت قائمة بين كل من روسو وفولتير أو بين ديدرو ودالامبير، مشيراً إلى أن خصوماتهم كانت لا تقاس بالمعارك التي جرت فيما بعد بين اميل زولا وموريس باريز وجان بول سارتر وفرانسوا مورياك واندريه مالرو ولويس اراغون. ويختتم المؤلف كتابه بالحديث عن مثقفين بارزين على الساحة الإعلامية مثل برنار هنري ليفي الأكثر إنتاجا بين المثقفين في نهاية القرن العشرين وبيير بوروبو الذي عرف كيف يتجنب أخطاء سارتر وفوكو وبقي خطابه عقلانيا ما يكفي لنسيان مبالغاته.