برلين: صدر مؤخراً باللغة الألمانية أطروحة دكتوراة تتناول الأسس الفكرية والفلسفية للمفكر الجزائري الراحل محمد أركون للباحثة الألمانية المتخصصة في الدراسات الإسلامية أرزولا غونتر، وحمل الكتاب عنوان "محمد أركون ناقد معاصر للعقل الإسلامي". وبحسب صحيفة "الصباح" العراقية أوضحت الباحثة في مقدمتها النظرية أهمية المفكر محمد أركون بإعتباره مفكر إسلامي معاصر يستخدم كل معارف ومناهج علوم الاجتماع والدراسات الانسانية ويوظفها في تحليل الإسلام، حيث وظف البنيوية والسيميائية والانتربولوجيا البنيوية ومناهج تحليل الخطاب أو مابعد البنيوية في تشكيل نظرته الخاصة للاسلام وللعقل الإسلامي. كذلك تنظر الباحثة لأركون بحكم إقامته الطويلة في فرنسا، وبحكم كتابته باللغة الفرنسية، كجسر بين الغرب والشرق في هذا المجال. ويشتمل الكتاب على خمسة أبواب مع خاتمة وملاحق وفهارس وكل باب يضم عدة فصول، وجاء الباب الأول ليتناول سيرة حياة محمد أركون، بينما ضم الباب الثاني المعنون ب "قضايا وتصورات نظرية" ستة فصول هي مصطلحات ومقدمات، مقاربات أولية، مشروع لنقد العقل الإسلامي، الظاهرة القرآنية والظاهرة الإسلامية وتصور مجتمعات أم الكتاب، اللامفكر فيه والمستحيل التفكير فيه، تصور حول المتخيل. وحمل الباب الثالث عنوان "دوافع من أجل البحوث الإسلامية" وضم بدوره أربعة فصول هي "نقد محمد أركون للبحوث والدراسات الشرقية للإسلام، نقد محمد أركون للبحوث والدراسات الغربية للإسلام، مشروع الدراسات الإسلامية التطبيقية، ثم خلاصة لباب البحث"، أما الباب الرابع فعنون ب "أصوات لمحمد اركون" وفيه تتوقف الباحثة عند أصداء طروحات فكره في الأوساط الفكرية المغاربية والمهاجرة من اجيال الباحثين الجدد، ويأتي الباب الخامس والأخير كباب تعريفي وتحليلي يتوقف عند مؤلفات أركون الفكرية ومقالاته الأساسية والتي من خلالها قدم منظومته الفكرية الجريئة والصارمة.