جنيف: معتقل جوانتانامو الرهيب لا يزال يبوح بأسراره، وفي كتاب صادر بعنوان " خمس سنوات من حياتي: رجل برئ في جوانتانامو" ألفه مراد كورناز أحد الأشخاص الذي تم احتجازه من قبل القوات الأمريكية ليعاني كغيره من أبشع وسائل التعذيب بين جدران جوانتانامو، وخلال سنواته الخمس التي قضاها في الحبس لم يتم اتهامه بارتكاب أية جريمة. وبحسب ماجد الجميل بصحيفة "الوطن" السعودية أكد كورناز في كتابه أن التعذيب في كافة السجون الأمريكية التي احتجز فيها كان شائعاً ومألوفاُ ومتكرر وامورس من قبل الكثير من الحراس وهو على العكس مما يروج له المسئولون في الولاياتالمتحدة الذين يرجعوا تعذيب السجناء في سجن جوانتانامو إلى "حفنة صغيرة من الحراس الخارجين عن النظام". ويحكي كورناز عن رحلة معاناته البشعة ففي البداية تم جره من حافلة عامة وبيعه من قبل الشرطة الباكستانية مُقابل 3000 دولار إلى سجنه الأول في أفغانستان عام 2001، وفي الطائرة التي أقلته من باكستان يقول كورناز عن الجنود الذين تبادلوا ضربه مع غيره من المعتقلين بقبضات أيديهم وهراواتهم وأعقاب بنادقهم. "كان هناك بالسجون رجال ضعفاء وكبار في السن، بعضهم أقدامهم مسحوقة، وآخرون سيقانهم أو أذرعهم مكسورة أو تحول لونها إلى الأزرق أو الأحمر أو الأصفر بسبب الصديد، مؤكداً مشاركة الأطباء في عمليات التعذيب". وبحسب صحيفة "الوطن" يشير كورناز أسير جوانتانامو السابق أنه بالرغم من قرار السلطات الأمريكية والألمانية ببراءته عام 2002، والإعتراف بكونه طالباً في الدراسات القرآنية بباكستان عندما قبض عليه من قبل "صيادي المكافآت" وبيع للأمريكيين على أنه إرهابي، إلا انهم استمروا في تعذيبه لسنوات، وعقب تولي الجنرال جيفري ميلر قيادة جوانتانامو عام 2002 أصبحت الاستجوابات أشد قسوةً، وأكثر تواتراً، وأطول مُدةً" بحسب كورناز، الذي أطلق سراحه أخيراً في أغسطس 2006، وفي عام 2008 أدلى بشهادته عن جوانتانامو أمام الكونجرس من خلال دائرة تلفزيونية مغلقة.