بيروت: صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون كتاب جديد بعنوان "كراهيات منفلتة.. قراءة في مصير الكراهيات العريقة" للدكتور نادر كاظم أستاذ الدراسات الثقافية بجامعة البحرين، ويتناول المؤلف في كتابه "الكراهية" تلك النزعة البشرية العدوانية المتعمقة والمتجذرة في نفوس البشر. وبحسب صحيفة "الشرق الأوسط" يقع الكتاب في 272 صفحة، وينقسم إلى ستة فصول، ويشير المؤلف إلى أنه بالرغم مما ذهب إليه بعض الحداثيين ودعاة التحديث، وكثير من الشيوعيين اليوتوبيين في حلمهم بعالم بلا طبقات وبلا عداوات وبلا صراعات وبلا كراهيات، فكلما تقدم الزمن زادت العداوات والتناحرات والكراهيات والأحقاد العنيدة بين البشر ولم تختف. ويقول المؤلف أنه لا تزال الكراهيات المنفلتة إلى اليوم قادرة على الاستفزاز والجرح والإيذاء خاصة مع زوال عزلة الجماعات "القوميات والأديان والطوائف"، واهتزاز خصوصياتها المغلقة، وأيضاً مع تقدم الاتصالات صارت أخبار الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة، وصارت تستحث معها، في كل مرة، انعكاساتها الخطيرة. وبحسب الكتاب، فإن انتعاش الكراهيات بين البشر إنما كان يستمد قوته من العزلة الجغرافية ومن التقوقع والانكفاء القديمين بين الجماعات. وقد تمكنت الجماعات، في ظل هذه العزلة، من إنتاج كراهياتها وتداولها دون تكاليف باهظة. ويشير المؤلف إلى أنه قد نسمي هذا النوع من أخلاقيات مراعاة الآخرين والالتفات إليهم باهتمام مجاملة أو حتى تقية أو نفاقا، لكنه ليس بالضرورة كذلك؛ لأن التقية والنفاق تصرفان أنانيان، ويتأسسان، بالدرجة الأولى، على الاهتمام بالذات ومراعاتها وحمايتها من الأذى، كما أن الالتفات إلى الآخرين، في التقية والنفاق، لا يكون إلا بدافع الخوف والخشية من قوة هؤلاء الآخرين، في حين أن أخلاقيات المراعاة تنطوي على ضرب من الاهتمام بالآخرين بالدرجة الأولى.