الرياض: صدر عن المجلة العربية – الرياض 2010 الطبعة الأولى من كتاب " من الحداثة إلى العولمة" لهاشم صالح، والذي يتناول فيه الحداثة بدءاً من القرن السادس عشر وحتى القرن العشرين، ومن ثم موضوع العولمة من خلال تناول الكثير من الأعلام والاستشراق وشخصياته الهامة. وبحسب حواس محمود بصحيفة "الشرق الأوسط" يشير المؤلف في كتابه إلى أن أي شعب في سبيل تحقيقه للحداثة لابد أن يمر بمخاض عسير كي يأتي بنتائج استحقاقية تجاهها، وسوف يرافق هذا المخاض خسائر وضحايا وآلام لا يمكن تجاوزها. ويرى المؤلف أن الحداثة توضع العلم في مركز الحياة الاجتماعية بدلا من العقلية الميتافيزيقية، وهو الأمر الذي ناضل من أجله مؤسسو المنهجية العلمية والعقلانية في الغرب، مثل بيكون، وغاليلو، وديكارت. وكان الهدف من هذه المنهجية العلمية كما يقول ديكارت هو "أن نسيطر على الطبيعة ونصبح أسيادا لها"، وهذا هو شعار الحداثة الأوروبية الذي لم يتحقق فعليا إلى في القرن التاسع عشر بظهور الصناعات والآلات التكنولوجية الجبارة القادرة على السيطرة على الطبيعة ووضعها في خدمة الإنسان. كما يشير صالح في كتابه إلى أن الفلسفة الكانطية أحدثت ثورة في مجال الفكر لا تقل أهمية عن الثورة الفرنسية في مجال السياسة، لكن حداثة العلم سبقت حداثة الفلسفة، فالحداثة العلمية التي أسسها نيوتن في كتابه الشهير "المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية" الصادر عام 1687، في حين أن كتاب كانط الذي يمثل الحداثة الفلسفية "نقد العقل الخالص" لم يصدر إلا بعد مائة عام تقريبا من صدور كتاب نيوتن. وهاتان الحداثتان مترابطتان ولهما دور كبير في نشأة الغرب وتطوره. وبعد أن يتناول الحداثة من خلال روادها، ينتقل المؤلف إلى الحديث عن العولمة، والتي هي من وجهة نظره ليست إلا تعميم للحداثة على أوسع نطاق، وتتجلى في أربعة أشياء "حركة البشر، وحركة السلع والخدمات، وحركة رؤوس الأموال، وتبادل المعلومات والأفكار والأخبار"، ويقول صالح إن كل شيء أصبح يسهل التواصل بين البشر في عصر العولمة، فقد تزايدت وسائل الاتصال وتنوعت من الفاكس إلى الهاتف الجوال إلى الإنترنت، أي أننا نعيش عصر الثورة الثالثة.. الثورة المعلوماتية. وأخيرا، يميز المؤلف بين حداثتين: الحداثة الإيمانية والحداثة الإلحادية، وأن العرب على مفترق طرق، فإما أن يختاروا الأولى وإما الثانية، ولكن المؤلف يعتقد أن العرب لن يتأخروا كثيرا في الاختيار، فالحداثة المؤمنة هي الأقرب إلى تراثنا العريق وشخصيتنا التاريخية.