مسقط: صدر حديثاً عن دار "الآداب" رواية جديدة بعنوان "سيدات القمر" للكاتبة العمانية جوخة الحارثي، وتتعرض فيها الكاتبة إلى ظاهرة العبودية والإسترقاق ومناقشة الأحوال الإجتماعية لشخصيات مهمشة في المجتمع. ووفقاً لصحيفة "العرب" القطرية تدور أحداث الرواية في قرية "العوافي" التي ابتكرها خيال الكاتبة على الرغم من أن مفرداتها وأحداثها التاريخية تتماس مع فترات بعينها في التاريخ العماني وهي فترة الثلاثينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي. وتوظف الحارثي في روايتها الجديدة التاريخ لخدمة موضوعها الأدبي وتتناول أحد الموضوعات المسكوت عنها وهي ظاهرة العبودية والاسترقاق ورغم أن زمن الرواية يصل إلى مرحلة ثمانينيات القرن الماضي، إلا أن موضوع العبودية الذي سقط فعليا وقانونيا في عمان، ظل موجودا في خط سير الرواية. وحسبما ذكرت الحارثي لوكالة الأنباء الألمانية "فإن الحديث عن هذا الموضوع حساس جدا في عمان، قد لا توجد الآن تلك الطبقية الصارمة، ولكن دعني أقول: إن ذلك قد لا يظهر في الصداقات والوظائف، لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع حساس مثل موضوع الزواج الذي سيترتب عليه نسل وسلالة تبدأ الموضوعات التي اعتقدنا أننا تجاوزناها بالظهور على السطح". تدور أحداث الرواية حول ميا التي تقع في حب علي بن خلف الذي شاهدته لمرة واحدة فقط، وظلت متعلقة بحبه، لكن من طرف واحد بعد أن سافر حبيبها المفترض إلى لندن للدراسة، ولأن المرأة في ذلك الوقت ليس من حقها أن تعترف بحبها فقد تزوجت من أول رجل تقدم لخطبتها، كما تتغلغل الرواية في دواخل نفوس المستعبدين ومدى توافقهم من أمر عبوديتهم أو ثورتهم عليه، فظريفة مثلا كانت متوافقة مع وضعها الاجتماعي بينما زوجها وابنها غير متوافقين معه ولا بأس لديهما من الهرب إلى دولة أخرى والعمل في عمل شاق ما دام يتسق مع تفكيرهما وتحقيقه لذاتهما ولإنسانيتهما.