بكين: يروي كتاب "بلا قيود" الصادر عن دار النشر "ليتل براون" للمؤلف دين كينج حكاية تلك المسيرة الطويلة للحزب الشيوعي الصيني التي غيرت تاريخ ربع سكان العالم. وبحسب قراءة محمد حسن بصحيفة "القبس" الكويتية ، يقول مؤلف الكتاب أنه قد أمضى خمس سنوات يتابع خطى مسيرة الحزب الشيوعي الصيني التي تبدأ بتخلص الثوار من آخر امبراطور حكم الصين، وتأسيس صن يات - سين لجمهورية الصين. وقد كان لمؤسس الجمهورية مساعدان هما ماوتسي تونج وشيانغ كاي - شيك. وبعد وفاته دخل الاثنان في نزاع مرير. وتشير التقديرات - بحسب المصدر نفسه - إلى أنه قد جرى اعدام أربعة اخماس القادة الشيوعيين. وفي تلك المرحلة أعلن من تبقى من القادة عن قبول النساء ضمن صفوف حركتهم كرفيقات متساويات للرفاق الثوار. وكانت النساء في ذلك الوقت يعانين من التمييز، والاضطهاد في المجتمع الصيني، وبالتالي لم يكن من المستغرب تدفقهن للالتحاق بصفوف الثورة. وفي عام 1934 حوصر الجيب الرئيسي للثوار بقيادة ماو في جنوب شرق مقاطعة جينانج شي التي كانت تخضع للحكم الشيوعي. وشدد الجيش الوطني البالغ قوامه مليون جندي الخناق على الثوار. وكانت الطريقة الوحيدة أمام قوات ماو للنجاة هي الهرب من ذلك الجيب. وفي ليلة مظلمة من ليالي شهر أكتوبر عام 1934 تسلل 68 مقاتلا عبر صفوف الأعداء، ومن هناك انطلقت المسيرة الطويلة التاريخية. ولقد شكل الثوار جيشا، وحكومة تسير على الاقدام. وبدأت مسيرتهم بسرية تامة حتى أن شيانج لم يكتشف أمرها الا بعد مضي ثلاثة أسابيع. وحال اكتشاف طائرات الاستطلاع لموقع المسيرة، يبدأ قصفها بالقنابل والمدافع الآلية. وبحسب "القبس" فقد التقى في نهاية المطاف الجيش الأول بقيادة ماو في شمال غرب البلاد مع الجيش الرابع الذي كان قد انطلق من الوسط. وبعدها جاءت الأوامر من موسكو بتوحيد جميع الأطراف الصينية للوقوف بوجه الغزو الياباني الذي كان قد احتل منشوريا. وكان ذلك يعني إقامة تحالف فيما بين الشيوعيين والقوات الوطنية التي كانت تلاحقهم، أعطيت القيادة المشتركة إلى تشيانغ كاي - شيل الذي كانت تحت امرته أكبر الجيوش. وكانت كراهية اليابانيين العامل الوحيد الذي وحد الصينيين، وذلك إلى عام 1945، حين هُزم اليابانيون، وبعدها تم استئناف الحرب الأهلية، وقد حققت المسيرة الطويلة انجازا واحدا هو تحول مناطق كبيرة في الوسط وفي شمال غرب البلاد إلى دعم الحركة الشيوعية. وبحلول عام 1949 انسحب تشيانغ إلى تايوان، وولدت جمهورية الصين الشعبية فوق أراضي البر الصيني.