ولد "ماوتسي تونج" عام 1893 وتوفى عام 1976 . وأصبح شخصية دولية بارزة كزعيم لحركة ثورية شيوعية استولت على السلطة في الصين في أكتوبر عام 1949 ، ثم كمؤسس ومصدر فكر فلسفي لجمهورية الصين الشعبية . وقد اعتنق "ماوتسي تونج" الشيوعية في شبابه وكان أحد الأعضاء المؤسسين للحزب الشيوعي الصيني عام 1921 ، وسكرتيرا لمجموعة الحزب في منطقة "هونان" التي ولد فيها . وقد اكتسب "ماو" خبرته التنظيمية خلال الفترة التي كان يرأس فيها مكتب تدريب الفلاحين التابع للحزب . وأثناء قيامه بهذا الدور تبلورت أفكاره فيما يتعلق بالحرب الشعبية ، وهي أفكار وضعها موضع التطبيق الفعلي نتيجة للإنقسام الذي حدث بين الشيوعيين وبين حكومة "كومينتاغ" عام 1927 . وقام "ماو" بتنظيم المقاومة المسلحة بين الفلاحين ضد قوات "تشانج كاي شيك" مبتدأ بإقليم "كيانجسي" . وفي عام 1934 قاد الزحف الشهير الطويل نحو الشمال الغربي واعترف به أثناء ذلك كزعيم للحزب الشيوعي باعتباره رئيسا للجنة العسكرية . وانتصر جيش الفلاحين التابع "لماو" أخيرا بعد أن انطلق من قاعدته الثورية في إقليم "ينان "، بتأييد واضح من الشعب الصيني وفي أعقاب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية . وكان إسهام "ماو" في هذا النجاح يتمثل في فلسفته المتعلقة بحرب الشعب ، حيث أدى احترامها لمصالح الفلاحين الذين يشكلون الغالبية الكبرى من سكان الصين ، إلى توليد الحماس الشعبي للقضية الشيوعية . وكان "ماو" شخصية بدت أكبر من حجمها الحقيقي بين معاصريه . فقد كان هناك تناقض واضح بين رغبته في تقوية الصين وتعزيز مكانتها الدولية ، وبين اهتمامه بضمان إنتقال روح الثورة إلى الأجيال التي لم تمر بمحنة الزحف الطويل . وكان تحقيق هذا الهدف هو الذي دفع "ماو "إلى القيام بالثورة الثقافية في أواسط الستينات من القرن الماضي ، بغرض غرس روح الثورة المستمرة والحيلولة دون حدوث تجاوزات بيروقراطية . وكانت النتيجة الوحيدة لذلك حدوث فوضى شاملة في كافة أنحاء البلاد ، ونكسة كبرى للحياة الإقتصادية للصين لم تقم منها البلاد . وكان "ماوتسي تونج" في المقام الأول زعيما وطنيا أحس إحساسا قويا بالهوان الذي عانت منه بلاده على يد العالم الغربي القوي .وإزداد شعوره القوي في معاداة الإستعمار الجديد ، متمثلا في الولاياتالمتحدة كزعيمة له ، عندما أيدت الولاياتالمتحدة إستقلال تايوان . ومهما يكن من أمر فقد كان الشعور الوطني لدى "ماو" شعورا جارفا . إذ أنه عندما ظهر تهديد أكبر من ناحية الإتحاد السوفيتي أبدى رغبة في التفاهم مع الولاياتالمتحدة ، وتمثل ذلك في استقباله للرئيس نيكسون في بكين في فبراير عام 1972.