بيروت: صدر حديثاً عن دار الآداب - بيروت 2009 كتاب "ديمومة القضية الفلسطينية" للكاتب د. جوزيف مسعد والذي يتضمن دراسات حول الأيديولوجيات الصهيونية، والفكر الوطني الفلسطيني، وأصول "عملية السلام" وتحويلاتها للمجال السياسي الفلسطيني. ووفقاً لصحيفة "المستقبل" يبحث الكتاب في موضوع ارتباط كل من المسألة الفلسطينية بالمسألة اليهودية، وذلك من خلال تقديم دراسات تحليلية وتاريخية للحركة الصهيونية وأيديولوجيتها في سياقها الأوروبي الأيديولوجي في أواخر القرن التاسع عشر والقرن العشرين، وفي سياقها العربي والفلسطيني في القرن العشرين. ويرتكز المؤلف في كتابه على مسائل الجنس والطبقة ومكانة المثقف في الحركات السياسية، بوصفها مقومات رئيسية للفكر الصهيوني وللفكر الوطني الفلسطيني، وكذلك للفكر الإمبريالي العالمي، حيث يبدأ بتحليل مفهوم "الإرهاب" وكونه من أهم التسميات التي أُلصقت بالمقاومة الفلسطينية للاستعمار الاستيطاني الصهيوني، وبالتالي لا بد من تفكيكه قبل الخوض في تفاصيل الصراع "العربي- الإسرائيلي". ويرى المؤلف أن الصهيونية، بنسختيها اليهودية وغير اليهودية، كانت محتواة منذ فجر تاريخها داخل الفكر الكولونيالي، عندما دعم القادة الكولونياليون الرسميون الفرنسيون والإنجليز، مع أُفول القرن التاسع عشر، فكرة الاستعمار اليهودي الأوروبي لفلسطين كجزء من نظام إمبراطوري دائم يُقاوم في المنطقة؛ بحيث أفضى التقاء مصالح أنصار الصهيونية من اليهود الأوروبيين مع مؤيديها من الأغيار إلى تعاونهما. ويعتبر المؤلف أن الصهيونية، كحركة، لم تسع إلى استنبات اليهود في أرض جديدة، ولا لنقلهم إلى عصر جديد من التاريخ، عن طريق تأسيس دولةٍ لهم فحسب. وإنما سعت كذلك لأن توفر ليهود أوروبا مجالاً كاملاً من الأنشطة الاقتصادية المادية التي حُرموا منها في أوروبا، خصوصاً في الحقل الزراعي.