أصدرت وزارة الأوقاف المصرية كتاباً جديد بعنوان " ظاهرة الإرهاب.. الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة" للدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، وذلك في إطار سلسلة الكتب الدعوية التي تصدرها، وفيه يستنكر زقزوق توجهات الإرهاب الذي يستخدم الدين في عمليات التفجير البشرى والتي تسيء للصورة المشرقة للإسلام، وأنه يمكن الكشف عن أن تفجير الشخص لنفسه وسط أبرياء يعني من وجهة النظر الإسلامية ارتكاب جريمتين في وقت واحد. ويوضح زقزوق أن الجريمة الأولى تتمثل في قتل الشخص لنفسه وهو جرم منهي عنه في الإسلام، والجريمة الثانية هي جريمة في حق الإنسانية حيث يعتبر الإسلام أن قتل النفس الواحدة بغير حق قتل للبشرية كلها. وطبقاً لصحيفة "الشروق" المصرية لم يتطرق زقزوق في كتاب "ظاهرة الإرهاب" إلى تعريف ل"الأبرياء" وأطلق الحكم عاما، ولم يرد ذكر "الإسرائيليين"، متجاهلاً العمليات الإستشهادية للفلسطينيين!، وقد أشار الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف ومشارك في الكتاب إلى أن الوزير لم يتطرق صراحة لهذه العمليات لان الكتاب يفسر بعضه بعضاً. ومما جاء في الكتاب " وبمقتضى ذلك أصبح الفلسطيني الذي يدافع عن حقوقه إرهابيا، وانقلبت الموازين وأصبحنا في عالم يستخدم معايير مزدوجة تجعل من صاحب الحق إرهابيا ومن المعتدى ضحية". وارجع زقزوق السبب في انتشار الإرهاب إلى الفقر والاضطهاد وسوء الأحوال الشخصية، فضلا عن غياب الحريات وانعدام الديمقراطية وإتباع سياسة المعايير المزدوجة من جانب القوى العظمى، وكذا الأطماع الاستعمارية ونهب خيرات الشعوب والاستيلاء على مصادر ثرواتها، بالإضافة إلى الدوافع الإجرامية لدى بعض الجماعات والتنظيمات التي لها أهداف سياسية مغلفة بغلاف ديني. كما يرى أن معالجة الإسلام للإرهاب لها طابع مختلف، حيث يجب التركيز على التوعية الدينية السليمة في الإعلام والمؤسسات الدعوية والتعليمية، ومناهضة التطرف والإرهاب وترسيخ قيمة التسامح في نفوس أبناء الأمة عن طريق التربية والمناهج التعليمية. وقد نفى عبدالجليل وجود آية السيف "وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة" والتي يستند إليها بعض المتطرفين ويقولون إنها نسخت آية "لا إكراه في الدين" وقال: "لا توجد ما تسمى آية السيف أصلا"، وأن المقصود هو قتال المشركين الذين يقاتلون المسلمين فقط أما المسالمون فلا تنطبق عليهم الآية الكريمة. وقدم الكتاب ما قد يكون حلاً لعلاج ظاهرة الإرهاب منها مراجعة المؤسسات الدينية الرسمية لأساليبها الدعوية وانفتاحها على العالم الخارجي، وفتح قنوات الاتصال مع الجماهير أمام دعاة التيار المعتدل، ومراجعة مناهج التعليم وتضمينها قيم الحوار، ودعوة وسائل الإعلام لأداء عمل يوازى دور المؤسسات الدينية في ترسيخ القيم الإنسانية، وإعادة النظر في التراث العربي والإسلامي لضمان قيم التعددية السياسية والحرية الفكرية وإبراز دور المرأة.