أكد الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف أن تفجير الشخص لنفسه وسط أبرياء يعنى ارتكاب جريمتين فى وقت واحد، ولم يتطرق الوزير فى كتاب «ظاهرة الإرهاب» الجديد الذى تصدره وزارة الأوقاف إلى تعريف ل«الأبرياء» وأطلق الحكم عاما ،ولم يرد ذكر (الإسرائيليين)،متجاهلا العمليات الاستشهادية للفلسطينيين! بينما أشار الدكتور سالم عبدالجليل وكيل وزارة الأوقاف والمشارك فى الكتاب ل«الشروق» إلى أن الوزير لم يتطرق صراحة لهذه العمليات لأن الكتاب يفسر بعضه بعضا، وقال إن صفحة (10) تفسر صفحة (17) التى تتحدث عن التفجيرات البشرية. والصفحة رقم (10) من الكتاب تقول: «وبمقتضى ذلك أصبح الفلسطينى الذى يدافع عن حقوقه إرهابيا، وانقلبت الموازين وأصبحنا فى عالم يستخدم معايير مزدوجة تجعل من صاحب الحق إرهابيا ومن المعتدى ضحية»! وكان وزيرالأوقاف قد استنكر فى كتاب «ظاهرة الإرهاب.. الأبعاد والمخاطر وآليات المعالجة» الذى تصدره وزارة الأوقاف ضمن سلسلة الكتب الدعوية «توجهات الإرهاب الذى يستخدم الدين فى عمليات التفجير البشرى التى تسيئ للصورة المشرقة للإسلام، وأضاف «يمكن الكشف عن أن تفجير الشخص لنفسه وسط أبرياء يعنى من وجهة النظر الإسلامية ارتكاب جريمتين فى وقت واحد»! وقال الوزير إن الجريمة الأولى هى «قتل الشخص نفسه، وهو جرم منهى عنه فى الإسلام، والجريمة الثانية جريمة فى حق الإنسانية، حيث يعتبر الإسلام أن قتل النفس الواحدة بغير حق قتل للبشرية كلها، وتجاهل زقزوق العمليات التفجيرية للفلسطينيين «الاستشهادية»! وأشار زقزوق إلى أن الفقر والاضطهاد وسوء الأحوال الشخصية من أسباب انتشار الإرهاب، فضلا عن غياب الحريات وانعدام الديمقراطية واتباع سياسة المعايير المزدوجة من جانب القوى العظمى، وكذا الأطماع الاستعمارية ونهب خيرات الشعوب والاستيلاء على مصادر ثرواتها، بالإضافة إلى الدوافع الإجرامية لدى بعض الجماعات والتنظيمات التى لها أهداف سياسية مغلفة بغلاف دينى. وقال الوزير إن معالجة الإسلام للإرهاب لها طابع مختلف، حيث يجب التركيز على التوعية الدينية السليمة فى الإعلام والمؤسسات الدعوية والتعليمية، ومناهضة التطرف والإرهاب من ترسيخ قيمة التسامح فى نفوس أبناء الأمة عن طريق التربية والمناهج التعليمية. وأشار إلى أن صور الإرهاب لها أبعاد متعددة ومتنوعة منها إرهاب الدولة، حينما تعتدى ظلما وعدوانا على دولة أخرى بقصد نهب ثرواتها أو إخضاعها لنفوذها وإملاء سياسات معينة عليها، واستنكر إدراج القوى العظمى المقاومة المشروعة. ونفى عبدالجليل وجود آية السيف «وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلوكم كافة» التى يستند إليها بعض المتطرفين ويقولون إنها نسخت آية «لا إكراه فى الدين» وقال: «لا توجد ما تسمى آية السيف أصلا»، وقال إن المقصود قتال المشركين الذين يقاتلون المسلمين فقط أما المسالمون فلا تنطبق عليهم الآية الكريمة. ووصف فى كتاب الإرهاب ما رأه علاجا للظاهرة وهو «مراجعة المؤسسات الدينية الرسمية لأساليبها الدعوية وانفتاحها على العالم الخارجى وفتح قنوات الاتصال مع الجماهير أمام دعاة التيار المعتدل ومراجعة مناهج التعليم وتضمينها قيم الحوار ودعوة وسائل الإعلام لأداء عمل يوازى دور المؤسسات الدينية فى ترسيخ القيم الإنسانية وإعادة النظر فى التراث العربى والإسلامى لضمان قيم التعددية السياسية والحرية الفكرية وإبراز دور المرأة.