طالبت الندوة العلمية التي أقيمت مؤخرا بالهيئة المصرية العامة للكتاب بضرورة التوسع في دعم مشروعات نقل الأدب العالمي من مختلف اللغات إلى العربية للتواصل مع العالم عبر آدابه المختلفة وللتعرف على التطورات في التقنية الإبداعية إحتفاءا بإطلاق مشروع "سلسة الجوائز". وأشاد الحضور وفقار لما ورد بصحيفة "الوطن" السعودية بمشروع "سلسلة الجوائز" التي تصدر عن هيئة الكتاب لترجمة الأدب العالمي الحاصل على الجوائز، والتي تعد بمثابة بانوراما للأدب العالمي المترجم للعربية. وحذرت الندوة الي أدارتها الدكتورة سهير المصادفة من الاندفاع في علميات الترجمة دون مراجعة أو تدقيق الأمر الذي قد يؤدي الي تشويه النصوص الأصلية كما حدث في بعض الأعمال التي ترجمها المركز القومي المصري للترجمة في مشروع ترجمة الألف كتاب الأول. وأكدت المصادفة أن سلسلة الجوائز لاقت استحسانا كبيرا في الأوساط الثقافية في العالم العربي حيث يتم إنتاج هذه السلسة بالكامل في هيئة الكتاب ابتداءً من شراء حقوق الملكية الفكرية حتى طباعتها في مطابع الهيئة، لافتة إلى أن سلسلة الجوائز هي مشروع لترجمة الإبداع العالمي وقد تخصصت في ترجمة الروايات الحاصلة على جوائز عالمية. ومن جانبه أوضح الدكتور مصطفى ماهر شيخ مترجمي اللغة الألمانية إن الترجمة هي أكثر المجالات إثارة للمشاكل، وتقوم بدور كبير جدا فهي تعبر الحواجز بين الدول من خلال ترجمتها لعدة لغات ،ولكن متى تصبح للرواية شهرة عالمية هل عندما تترجم للغات معينة كالإنجليزية أو الفرنسية أم عندما تترجم لأي لغة أخرى؟. وأشار الدكتور ماهر أنه حاول نشر "يا طالع الشجرة" باللغة الألمانية ولكن الألمان لا يقومون بنشر المسرحيات وعندما قرأها النقاد هناك قالوا إنها تصلح كمسلسل إذاعي وفعلا تم عملها كمسلسل إذاعي ألماني وهكذا فإن عملية الترجمة تتوقف على المتلقي. وبدوره أضاف محمد إبراهيم مبروك الذي ترجم في سلسلة الجوائز رواية "حين تقطعت الأوصال" أنه مترجم هاوٍ وليس محترفا فبعض المحترفين يتحولون إلى مرتزقة مما يتسبب في إفساد الذوق العام، والترجمة هي باب خلفي للإبداع فأحيانا لا تكتمل معرفتي بالنص المترجم إلا بعد الترجمة ومتابعة الترجمات هي التي تعرفنا بالأدب العالمي. وأكد الدكتور حامد أبو أحمد على الناقد والمترجم عن الإسبانية أن المترجم يجب أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط أولا أن يكون على دراية كاملة بالثقافة التي يترجم منها، ثانياً أن يكون على معرفة واسعة أيضا بثقافته ليستطيع نقل الكتاب باللغة الأجنبية إلى اللغة العربية. واعتبر أن الترجمة في العالم العربي تحتاج إلى خطة حتى لا يترجم الكتاب أكثر من مرة في حين توجد كتب أخرى جديرة بالترجمة لم تتم ترجمتها.