صدر مؤخرا عن دار الشروق للنشر كتاب جديد بعنوان "من يتحدث باسم الإسلام" لباحثين أمريكيين في شئون الإسلام والأديان وقام بترجمته للعربية عزت شعلان، ويرصد بين دفتيه الثراء الفكري والثقافي الذي يتمتع به الإسلام رغم سيطرة بعض المتطرفين علي الصورة. ويرصد الكتاب عبر 239 صفحة استفتاء أجراه "معهد جالوب" بالولاياتالمتحدة بين عامي 2001 و2007 وشمل عشرات الآلاف من مختلف الفئات العمرية في 35 دولة إسلامية لضمان اختلاف الثقافات والعادات. ويطرح الباحثان سؤالا هاما عبر العنوان الفرعي للكتاب "كيف يفكر حقا مليار مسلم؟ ثم يتوقف مجددا أمام "هل العالم على مشارف حرب شاملة بين الغرب ومليار وثلث المليار مسلم؟" مؤكدا أنه عندما تبحث وسائل الإعلام عن إجابة على هذا السؤال، فإنها فى العادة تتجاهل الآراء الحقيقية للمسلمين فى العالم. ووفق صحيفة "العرب اللندنية" كان السؤال الملح الذي طرحه مؤلفا الكتاب جون اسبوزيتو أستاذ الديانات والشئون الدولية والدراسات الإسلامية بجامعة جورجتاون، وداليا مجاهد وهي من أصل مصري وتعمل مديرة تنفيذية لمركز جالوب للدراسات الإسلامية وهي عضوة بالمجلس الاستشاري للأديان الذي شكلته إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، هل يُلام الإسلام على الإرهاب؟. وطرح الكتاب عديد من التساؤلات أبرزها لماذا يكون هناك قدر كبير من الروح المعادى للسياسة الأمريكية فى العالم الإسلامى؟ من هم المتطرفون؟ أين المعتدلون؟ ما الذى تريده حقا النساء المسلمات؟. ويوضح المؤلفان أنه مع تصاعد موجات التشدد والعنف في السنوات الأخيرة فإن المسلمين وغير المسلمين "على السواء ظلوا ضحايا للإرهاب العالمي" مستشهدا بقيام ما يسميه جماعات جهادية بإرهاب مجتمعات إسلامية باسم الإسلام. وتطرق الكتاب إلى سياسة أمريكا التي ترمي إلى تحقيق الديمقراطية في الشرق الأوسط، ويوضح أن الأغلبية في الأردن ومصر وإيران وباكستان وتركيا والمغرب يرون أن أمريكا غير جادة في نشر الديمقراطية في هذه الدول، مقابل 24 بالمئة فقط من المصريين والأردنيين يوافقون على أن أمريكا جادة في إنشاء نظم ديمقراطية و54 بالمئة من اللبنانيين. ويرصد الباحثان التنوع الكبير في المجتمعات الإسلامية من العالم العربي إلى جنوب شرق آسيا والمسلمين في الولاياتالمتحدة وأوروبا حيث الإسلام يمثل الديانة الثانية العظمى في أوروبا، ويؤكد الكتاب أن العالم الإسلامي متعدد اللغات والأعراق والعادات حيث 57 دولة يغلب المسلمون على سكانها ويمثل 20 بالمئة من السكان المسلمين في العالم. وأوضح الكتاب أن فشل الحكومات في الدول ذات الأغلبية المسلمة ساعد في تشويه صورة الإسلام في الغرب، حيث رصد استفتاء نشر بالولاياتالمتحدة عام 2006 ان لدى 46 بالمئة من الأمريكيين "فكرة سلبية عن الإسلام". وألقى المؤلفان الضوء على استفتاء أخر أجري في نفس العام خلصت نتائجه إلى أن 44 % يعتقدون أن المسلمين متطرفون جدا في عقائدهم الدينية، ولا يرغب 22 بالمئة من الأمريكيين في أن يكون لهم جيران مسلمون، وأسفر استفتاء نشر عام 2005 حول ما يعجب الأمريكيين في المجتمعات الإسلامية عن 32 % أجابوا "لا شيء" و25 % "لا أدري". وأوضح أن هجمات 11 سبتمبر 2001 على برج التجارة العالمي والبنتاجون بالولاياتالمتحدة وما تلاها من هجمات إرهابية في عواصم عربية وأوروبية أدت إلى زيادة الخوف من الإسلام، وأصبح المسلم دائما في موقف المتهم.