منحت أكاديمية الفنون في القاهرة الباحث المصري شريف صالح درجة الماجستير في النقد الأدبي بتقدير امتياز عن رسالته "تحولات النص الأدبي عبر الوسائط الفنية المختلفة.. دراسة تطبيقية على رواية اللص والكلاب"، وأوصت بطبع الرسالة وتبادلها بين الجامعات. وأبدت لجنة مناقشة الرسالة إعجبها بالطريقة التي اتبعها الباحث، حيث أكدت الدكتور تليمة أن الرسالة تتميز بالتحديد اليقظ للموضوع والوصف الموضوعي والتصنيف للمادة والإلمام قدر الاستطاعة بالدراسات التطبيقية والنظرية. ومن جانبه طالب الدكتور صلاح قنصوه الباحث بضبط وتحديد بعض المصطلحات، مثل مصطلح "الحادثة" التي تناولت شخصية محمود أمين سليمان الشهير بسفاح الإسكندرية، والذي دخل في مواجهة مع السلطات المصرية مطلع الستينات. واستهلم نجيب محفوظ من تلك الحادثة الشهيرة روايته "اللص والكلاب" التي تحولت فيما بعد الي عمل سينمائي، موضحا أن "الحادثة" تحيل إلى واقع أوحقيقة وليست خطابا ومن الأفضل استخدام مصطلح "التقرير الصحافي". وكشف قنصوه أنه حين استعاد واقعة مصرع السفاح في مغارة في حلوان حيث تلقى 17 رصاصة كما جاء في تقرير الشرطة، بينما الصور التي التقطت للجثة واطلع عليها الدكتور بنفسه في القسم الجنائي بالمعهد القومي للبحوث الاجتماعية، تظهر أنه انتحر ولم يقتل على عكس الشائع. وقدم شريف صالح ملخصا عن الرسالة في بداية المناقشة، أوضح خلاله أن الدراسة تعتمد على تحليل ودراسة حكاية "اللص والكلاب" كما صورها التقرير الصحافي، ثم رواية شهيرة، ثم فيلم ومسلسل. وأبدي الباحث أسفه من عدم تمكنه من تضمين المسرح كوسيط لعجزه عن الحصول على نسخة من مسرحية "اللص والكلاب" التي أخرجها حمدي غيث مطلع الستينات من بطولة صلاح قابيل. وتضمنت الرسالة فعليا وسائط "تقارير جريدة الأهرام عن الحادثة المنشورة في مارس وأبريل عام 1960، ورواية "اللص والكلاب" لنجيب محفوظ، والفيلم الذي حمل الأسم نفسه للمخرج كمال الشيخ عام 1961 والمسلسل للمخرج أحمد خضر عام 1998. وانتهي الباحث إلى كيف استلهم الكاتب روايته من نص غير فني وكيف تناقلت القصة من وسيط الي أخر حيث كان كل خطاب بمثابة المحفز والمثير للخطاب اللاحق عليه يأخذ منه هيكله العام فقط ولا يعيد إنتاجه كما هو.