يقدم الدكتور ريموند بيكر أستاذ العلوم السياسية بكلية ترينيتي الأمريكية عبر كتاب "إسلام بلا خوف.. مصر والإسلاميين الجدد" الصادر عن المركز العلمي للدراسات السياسية ومكتبة الشروق الدولية رؤي وفلسفة بعض من المفكرين الإسلاميين الوسطيين الذين يطلقون علي أنفسهم اسم "التيار الإسلامي الجديد" والذين يمثلون إحدي أهم المدارس الفكرية في مصر المعاصرة والتي أحيت معها تيار"الوسطية" الإسلامي, وامتد تأثيرها إلي خارج حدود مصر. ويقف المؤلف وفقا لما ورد بصحيفة "الأهرام" المصرية علي دراسة بانورامية جادة تناول في فصولها فلسفة هؤلاء الإسلاميين الجدد. يوسف القرضاوي محمد الغزالي طارق البشري محمدسليم العوا فهمي هويدي كمال أبوالمجد بالدراسة والتحليل ورصد اسهاماتهم الفكرية الجماعية باعتبارهم ينتمون إلي مدرسة فكرية واحدة. ويتطرق الكتاب عبر فصوله إلي قضية هامة تتلخص في : كيف يمكن أن نعرض للفكر الإسلامي, ونعبر عنه بموضوعية ووسطية دون خوف أو إرهاب, ونجعله يتعامل مع متطلبات العصر الحديث بمرونة وفاعلية؟ كيف يمكن أن نقدمه للمجتمع الغربي من وجهة نظر إيجابية متفتحة قادرة علي استيعاب كل المتغيرات العصرية الحديثة وندفع عنه في نفس الوقت كل التشويهات السلبية الباطلة التي نالت من صورته وأصحابه معا؟ وتري هذه المدرسة أن فكرها يتمثل في الإيمان بالإسلام كحضارة تنطوي علي الالتزام بالعمل الاجتماعي البناء.. حضارة تحمل في جنباتها أفقا فكريا رحبا يتسم بالتسامح والتفاهم والحوار الذي يؤدي إلي فهم أفضل لكل من الإسلام والعالم العصري الحديث. يقدم الإسلاميون الجدد إذن فكرهم باعتباره مستمدا من المبادئ الإسلامية ويوجهون رسالتهم أولا إلي شعب مصر, ثم إلي العالم الإسلامي وأنظارهم تتجه دوما إلي تفسير وتحليل للتراث الإسلامي علي نحو يستوعب متغيرات العصر الجديد لتاريخ الانسانية, وربما من هذا المنظور تحديدا, ينظر الإسلاميون الجدد إلي العولمة باعتبارها قضية ايجابية تتيح لهم فرصة ذهبية لتقديم بطاقتهم وأفكارهم ورؤاهم للعالم, والعولمة من وجهة النظر هذه تعد مؤثرة وحيوية يمكن عبرها تحسين وتجديد صورة الإسلام. ويعرض الكتاب من خلال أبوابه الثلاثة (الثقافة)، (المجتمع) و (السياسة) رؤي هؤلاء المفكرين في قضايا مهمة وحيوية تمس مجتمعنا, وتقدم معها حلولا لأزماته, وتحمل معها أيضا خريطة واضحة المعالم والتفاصيل لمشكلات وأزمات تتعرض لها مجتمعات الدول الإسلامية علي اختلافاتها.