صدر مؤخرا عن شركة المطبوعات كتاب "صدمة وصمود عهد إميل لحود (1998 - 2007) " لمؤلفه كريم بقرادوني، ويقع في 516 صفحة من القطع الكبير. ووفقا لعمر كوش بصحيفة "البيان" الإماراتية يختصر عهد إميل لحود بحالتين، حالة الصدمة أو الصدمات التي زلزلت لبنان جراء اغتيال رفيق الحريري وقبله إيلي حبيقة وما استتبعهما من اغتيالات، وحالة الصمود التي جسّدها الشعب اللبناني في وجه الصعوبات والمصائب التي توالت عليه على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، إضافة إلى صمود المقاومة الوطنية في وجه الغزوات الإسرائيلية المتكررة، التي بلغت أوجها أثناء حرب تموز 2006 على لبنان. يعرض الكتاب محطات من عهد الرئيس اللبناني السابق إميل لحود، ويبرز مدى التبعات التي وقعت على عاتق لحود في العديد من المسائل والمشاكل، ولا سيما في بداية عهده، معتبراً أنه جسّد عند انتخابه في أواخر 1998 صورة الرئيس القوي الذي يحمل مشروع تغيير طموح، كما جسّد صورة الرئيس المقاوم الرافض لتوطين الفلسطينيين في لبنان. ويستعرض الأحداث الكبيرة التي حصلت خلال تولي الرئيس الموقع الأول في الدولة، حيث استتب صراع أصبح مزمناً داخل السلطة اللبنانية بين منطقين ونهجين، وانفجر يوم تكليف رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري بتشكيل أولى حكومات العهد واعتذاره بعد اتهامه الرئيس بأنه خرق الدستور ولم تمض أيام على قبضه على أزمّة الحكم وحلفه يمين الإخلاص للأمة والدستور. ويتناول مواقف لحود خلال السنوات التسع التي أمضاها في رئاسة الجمهورية، مركزا على خلافه مع رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري، وقراره برفض "شنطة أموال" اعتاد الحريري أن يقدمها لقيادة الجيش منذ أيام العماد ميشال عون. ويؤمن بأن لا تلغى المقاومة قبل انتهاء الصراع، ولا يأكل الوطن أبناءه بعد أن يكون قد خرج مرفوع الجبين من مذلة الاحتلال واغتصاب الأرض والحقوق والثروات الوطنية، وأن التحرير يلازمه حق العودة، فيتحرر الداخل بعد أن يطمئن الشعب على سلامة حدود الوطن ومصيره. فكانت لازمة العهد الثانية والمرادفة للمقاومة منع توطين الفلسطينيين في لبنان، وكانت قمة بيروت ومبادرة السلام العربية التي أدخل إلى صلبها الرئيس لحود حق العودة بموقف مشهود له. ويعتبر بقرادوني أن المرحلة الثانية من عهد لحود التي امتدت من 2001 إلى 2004، تميزت بالاستقرار الأمني، وبحال من المساكنة المتوترة بين لحود والحريري، وانتهت بقرار التمديد للحود ثلاث سنوات إضافية في رئاسة الجمهورية وبموافقة الحريري على مضض. لكن، عندما وصل الخلاف ما بين لحود والحريري إلى حدوده القصوى، قال لحود للحريري هذه المرة: "عليك أن تقتلني" إذا كنت تريد إكمال مشروعك الاقتصادي والمالي.