أصدر الروائي حسين عبد الرحيم روايته "المستبقي" الصادرة قبل أيام عن دار ميريت بالقاهرة وهذه الرواية هي الثالثة بعد روايته "ساحل الرياح"، و"المغيب" بالإضافة إلى مجموعته "ربة تجرها خيول". تدور أحداث الرواية في مدينة بورسعيد مسقط رأس الكاتب وتتناول الكثير من الصراعات التي مرت بها وشكلتها منذ العدوان الثلاثي عام 1956 مروراً بحربين ضروسين بين عامى 1967 و1973، ثم حقبة الانفتاح التي حولت المدينة إلى ساحة لصراعات مجتمعية تميزت بإنتاج ما يسمى بوحوش الانفتاح، وهي الحقبة التي يرصد الروائي عبرها الكثير من تحولات القيم الاجتماعية والكثير من السقوط الأخلاقي الذي أنتجته تلك التحولات. ووفقا لمحمود قرني بصحيفة "القدس العربي" تتميز الرواية على مستوى آخر بلغة شاعرية رفيعة تشف عن قدر كبير من المعالجة الرومانسية، بالإضافة إلى درجة عالية من التركيب داخل العالم الروائي وكذلك تعدد الأصوات وتداخل وسطوة المونولوج الداخلي الذي اقترب بكثير من مناطقها إلى الغنائية. وربما بدت الرواية لذلك مفارقة عن الرواية التي يكتبها الجيل الجديد من شباب الروائيين في مصر، وهو ما استتبع رغبة في الكشف عن مكامن ذلك الاختلاف الذي تنحو إليه تجربة حسين عبد الرحيم، وهي في الإجمال تلخص ملامح الكاتب، وتؤكد على أن هذه المغايرة ليست جديدة بل بدت في أعمال عبد الرحيم منذ مجموعته القصصية الأولى.