صدر حديثا بالألمانية رواية بائع الورود لأديب ينحدر من بنجلاديش يدعى غلام خير، كان قد قدم إلى ألمانيا هرباً من الملاحقة السياسية في بلاده. ووفقا لصحيفة "الإتحاد" الإماراتية يحكي غلام خير في كتابه عن التجربة التي مر بها أو التحديات التي واجهته في ألمانيا وكيف تحول من بائع زهور إلى أديب ومؤلف رواية. في أحد الأحياء الطلابية بمدينة دورتموند الألمانية يتحرك غلام خير بين موائد الطعام حاملاً على الدوام باقة منعشة جميلة من الورود يبيعها للزوار بسعر يورو للوردة، ويحاول عرضها قبل كل شيء على الحسان من الحضور، لأن الوردة كما يقول تعبق بمعاني الود والحب والانفتاح، ومن عمله هذا استوحى عنوان كتابه بائع الورود. وعن كيفية تحول غلام خير من بائع للزهور إلى مؤلف للرواية يقول: عندما بدأت بالكتابة أردت كتابة قصة حياتي، وفي الحقيقة بدأت بكتابة رسالة إلى أسرتي في بنجلاديش ولم أتوقف عن الكتابة إلى أن دونت مائتي صفحة. وخلف هذه الرواية الطويلة قصة مؤثرة يحكيها غلام خير ويقول لقد أردت أن أحكي عن المشاكل التي تواجهني وعن المعاناة التي أعانيها، وبعد قدومي إلى ألمانيا من بنجلاديش بقيت ستة أشهر لم أتمكن خلالها من الاتصال بأسرتي. كنت قد قدمت طلب لجوء بمدينة دورتموند ومن هناك أرسلت إلى مخيم لطالبي اللجوء في الشرق الألماني، وتعثر على الاتصال هاتفياً بأهلي في الوطن، فنقودي كانت قليلة والحياة في مخيم طالبي اللجوء كانت على غاية الصعوبة. لكن عندما حاول غلام خير الاتصال بأسرته رفضت الحديث معه، والعبارات التي قذفتها في وجهه كانت قاسية جداً، إذ قالت له إنك تعيش في ألمانيا عيشة الملوك وربحت الكثير من الأموال، ولديك نساء كثيرات.. ثم أغلقت خط الهاتف، ويضيف غلام عندئذ عقدت العزم على شرح ما أنا فيه، وهذا لم يكن ممكناً عبر الهاتف، فبدأت بكتابة الرسالة. وهذه الرسالة التي طالت صفحاتها نقلت غلام خير إلى مصاف الكتاب، وأتى هذا أيضاً بمحض الصدفة حيث يقول ابن صاحب مسكني تلقى دعوة من مؤسسة هايمرش بول في كولونيا للمشاركة في حلقة أدبية واصطحبني معه إلى هناك. كنت أجلس بين مجموعة من الكتاب، وعندما سئلت عما إذا قد كتبت شيئاً أشرت إلى الرسالة التي أخذتها معي، وعندما قرأت المشرفة على الحلقة صفحتين منها أبدت إعجابها بما كتب وطلبت منه الحضور إليها بعد أسبوعين، وعندما توجهت إليها ثانية قالت لي إن هذا كتاب رائع، وعلي أن أتابع الكتابة، وأعطتني بعض الملاحظات لتغيير الأسلوب، بحيث يتخذ النص شكل الرواية بدل الرسالة، فقلت لها إنني لست كاتباً، ولا أملك المقدرة على كتابة كتاب، لكنها أقنعتني بخوض المحاولة. ووفق " الاتحاد" هكذا مضى غلام خير في المحاولة وصدر كتابه بائع الورود، ولاقى نجاحاً، وعلى الرغم من ذلك مازال غلام خير يحمل باقات الزهور في الحي الطلابي بمدينة دورتموند.