فاز كتاب "النقوش الكتابية الفاطمية على العمائر في مصر" للمؤلف المصري فرج حسين فرج الحسيني, والذي نشرته مكتبة الإسكندرية العام الماضي, بجائزة أفضل كتاب لعام 2008 في الدورة السادسة عشرة من المسابقة التي تنظمها الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأرسل مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة مذكرة رسمية إلى مكتبة الإسكندرية تفيد بأن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, سيسلم الجائزة للفائز, والتي تقدر بنحو 10 آلاف دولار, إضافة إلى درع تذكاري. ويبحر كتاب "النقوش الكتابية الفاطمية على العمائر في مصر" في نشأة الكتابة العربية وخصائص ومراحل تطور الخط العربي. إذ يعتبر الخط العربي أحد العناصر الفنية التي أسهمت بنصيب وافر في تشكيل الفنون الإسلامية. وقد كان للإسلام دور عظيم في مجال الكتابة فالقرآن كثيراً ما يشير إلى الكتابة والقلم. يعد الكتاب بداية حقيقية لمجموعة من الدراسات التي تبحث في الخط العربي، كإسهام من المكتبة في إثراء الدراسات الأثرية وكجزء من المشروع الأكبر"رحلة الكتابة"، الذي يطوف العالم شرقاً وغرباً، وشمالاً وجنوباً مسجلاً تطور الخطوط والكتابات منذ استطاع الإنسان أن يخطط بالقلم وصولاً إلى التطور التكنولوجي في مجال الكتابة. يستعرض الكتاب في الفصل الأول نشأة الكتابة العربية, وخصائص الخط العربي باعتباره احد اهم انجازات الحضارة العربية الاسلامية التي قدمتها للبشرية, وتجلت فيه عبقرية الفنان المسلم, واستطاع توظيفه في ابدع صوره على جدران المساجد والمدارس. وفي الفصل الثاني من الكتاب - وفق جريدة "العرب اليوم" الأردنية - يعرض أنواع الخط الكوفي التذكاري الذي مر بمراحل تطور مختلفة بدأ فيها بطىء التطور ولم تدركه مزايا الخط الجيد كالتفريج بين الطور وتساوي ما بينها الا في القرن الثاني الهجري - الثامن الميلادي - وحين يتطور الخط الكوفي ينتج انواعا رائعة تنطق بالروعة وتكشف عن براعة الفنان المسلم. أما النقوش الكتابية في العصر الإخشيدي فهي محور الفصل الثالث الذي يركز على العصر الممتد من (323-358 ه) وهي الحقبة المعروفة بالعصر الإخشيدي .يلاحظ على شواهد القبور أن بعض الكتابات قد لازمها مزايا الحسن ودقة الإنجاز إلى حد كبير. ويعد الفصل الرابع - وفق جريدة "الرأي" الكويتية - توثيقا للنقوش الكتابية الباقية من عصر الحافظ لدين الله حتى نهاية الدولة الفاطمية ومن بينها نص تجديد جامع احمد بن طولون باسم الحافظ لدين الله والقاضي ابو الثريا نجم بن جعفر بن عبدالله, والنقوش الكتابية بمشهد السيدة رقية, ونقش عمارة الجامع العتيق في محافظة سوهاج بصعيد مصر, ونقشان يسجلان زيارة بعض الاشخاص للتبرك بالمشهد القبلي "مشهد بلال" باسوان. ومن خلال الباب الثالث يقدم الباحث دراسة تحليلية بعنوان "النقوش الكتابية الفاطمية"، حيث تحدث الفصل الأول عن مميزات النقوش الكتابية الفاطمية من ناحية الشكل، مؤكدا أنها لفتت أنظار المستشرقين منذ القرن ال 18 الميلادي. بينما خصص الفصل الخامس والأخير في هذه الدراسة لسرد الألقاب الفخرية والوظيفية الواردة بالنقوش الكتابية الفاطمية.. فقد انفرد الخلفاء الفاطميون بسلطة التلقيب وذلك نتيجة لتمتعهم بحق تعيين الموظفين والوزراء، وظل الخليفة الفاطمي حريصاً على عدم التفريط في هذا الحق إلى آخر العصر الفاطمي.