أصدرت دار الشروق مؤخرا كتابين تاريخيين ضمن سلسلة "التاريخ: الجانب الآخر: إعادة قراءة للتاريخ المصري"، الكتاب الأول بعنوان "محمد نجيب.. زعيم ثورة أم واجهة حركة" للدكتور رفعت يونان، والثاني بعنوان " البلاط الملكي ودوره في الحياة السياسية المصرية من إسماعيل إلي فاروق " للدكتور عبد الوهاب بكر. ووفقا لصحيفة "اخبار الادب" تنبع أهمية الكتاب الأول عن محمد نجيب من ارتباط الثورة باسم عبد الناصر ومن تغييب اسم اللواء الذي كان هو الواجهة في الأيام الأولي. ويقول المؤرخ رفعت يونان في مقدمة كتابه: " تعددت الأقوال واختلفت الروايات في حقيقة الدور الذي لعبه محمد نجيب بالنسبة لحركة الجيش إلي الحد الذي ضاعت معه الحقيقة، فإن موقف بعض الكتاب ووسائل الإعلام من محمد نجيب في عام 1952، 1953 عند بداية الحركة ثم موقفهم منه بعد تنحيته في 14 نوفمبر 1954 هو مثال علي مدي ما يسهم به الكثيرون بفضل الرغبة في نفاق الحكام وتغليب الأهواء الشخصية في تشويه التاريخ وخداع الأجيال القادمة، وعلي ذلك فإن مسئوليتنا نحن المعاصرين في كتابة التاريخ أن نروي الحقيقة دون أي تحيز أو تحريف". ينقسم الكتاب إلي عدة فصول، تتناول محمد نجيب وعلاقته بالتنظيم الضباط الأحرار، محمد نجيب قائدا للحركة المباركة، محمد نجيب والتنظيمات السياسية مثل الإخوان المسلمين والشيوعيين والوفد، الصراع علي السلطة وأزمة مارس، محمد نجيب وعلاقته بالسودان، ثم حياته في فترة الاعتقال. الكتاب الثاني يسلط الضوء علي فريق من الأشخاص يطلق عليهم "الحاشية أو البلاط" ، وهم من يحيطون بالملك ويحكمون البلد من وراء ستار، هذه الفئة من الناس هي عالم غامض، يقول عنهم المؤلف في تقديمه لكتابه: " وأيا كان التنوع في الاختصاص الوظيفي، وأيا كان التأثر بالزمان والمكان، وأيا كانت شخصية الحاكم، فإن الأمر الذي لا خلاف عليه هو أن هذه الفئة من الأشخاص كانوا ومازالوا وسيبقون من اختيار الحاكم ووضعه، لا تطبق عليهم قواعد اختيار الموظفين برغم كونهم يتقاضون مرتباتهم من الدولة، ولا يخضعون في شروط توظفهم وانفصالهم للقواعد التي يخضع لها الموظفون، بل يعملون وينقلون وينفصلون وفقا للمشيئة المطلقة للحاكم ذاته وليس لأحد آخر " هذه الفئة من الناس عرفت باسم " المعية السنية " وأصبح معلوما بفضلها، كما يضيف المؤرخ، أن القصر الملكي هو مستودع الأسرار السياسية ومصنع القرارات المصيرية في البلاد، بحيث أصبح القصر كمؤسسة محور العمل السياسي في مصر لمدة قرن ونصف. ويحتوي الكتاب علي عدة صور نادرة للملك فاروق وأفراد أسرته في طفولته وشبابه، وللأميرتين فوزية وفايزة، علي ماهر باشا، أحمد حسنين باشا، الأمير عمر طوسون، القائمقام عبد الحميد بك كامل قومندان الحرس البيادة الملكي.