أصدرت وزارة الأوقاف بمصر مؤخرا كتابا جديدا يوضح مفهوم السلفية فى الإسلام تحت عنوان "السلف والسلفية" للمفكر الإسلامى الدكتور محمد عمارة عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك ضمن سلسلة الكتب الدينية التى تصدرها الوزارة لتصحيح المفاهيم الإسلامية الخاطئة، وتوضيح حقيقة الكثير من المصطلحات الفكرية التى أسئ فهمها. ويحذر وزير الأوقاف الدكتور محمود حمدى زقزوق، فى مقدمة الكتاب، من الخلل الفكرى الذى يعانيه المجتمع الإسلامى المعاصر والمتمثل فى الخلط بين المفاهيم، وفى سوء الفهم للكثير من المصطلحات الدينية، مما تسبب فى إحداث بلبلة فى الفكر واضطراب فى الرؤية الصحيحة للأمور، وهو ما انعكس على السلوك بين الطوائف فى الأمة الإسلامية ووصل إلى حد تكفير بعضها البعض لأتفه الأسباب. وقال زقزوق كما نقلت عنه صحيفة "اليوم السابع" المصرية أن الضبابية التى غطت عقول الكثيرين فى عالمنا الإسلامى أدت إلى خلل أصاب الأمة الإسلامية بالجمود، الذى عطل مسيرتها نحو التقدم والنهوض، وانشغل الناس بالخلاف والتعصب الأعمى لكل فرقة .. مشيرا إلى دور وزارة الأوقاف فى التصدى لعلاج أى خلل فكرى إسلامى وتوضيحه للمسلمين لمساعدتهم على إعمال عقولهم فيما يفيدهم وحمايتهم من التعصب الدينى. ويستعرض مؤلف الكتاب عدة قضايا حول السلفية وهل هى التقليد والجمود ومخاصمة العقل والتمدين والعودة إلى عصور البداوة والرفض لكل ما لدى الآخرين .. أم هى كما يراها بعض الغربيين "الفاشية الإسلامية" التى تهدد المدنية الغربية بالإرهاب .. أم هى السلفية كما يراها بعض الصوفية. ويشرح الدكتور عمارة المفاهيم المتعددة للسلفية من خلال وجهات نظر مختلفة وزوايا فكرية متعددة عبر التاريخ، وينتهى إلى أنه إذا كان السلف هو الماضى فكلنا سلفيون وأن كل حركات الأحياء ودعوات التجديد هى سلفية لأنهم يستلهمون المنبع لتجديد الواقع، كما يستعرض تطور السلفية وآراء الصفوة من المفكرين الإسلاميين بشأنها. ويؤكد الكتاب أن السلفية ليست الجمود والتقليد ومخاصمة العقل والعودة للبداوة ورفض الآخرين، وإنما الإستعانة بالتراث الإسلامى الرشيد ومعاصرته للواقع فى الأمة الإسلامية. ويتم توزيع الكتاب على الدعاة التابعين لوزارة الأوقاف للاستفادة منه فى توضيح المفاهيم للناس وعلى المفكرين والعلماء المعنيين للاطلاع عليه.