صدر عن الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة كتاب "هل أنت شيوعي يا مستر شابلن"؟ ضمن سلسلة "آفاق عالمية" التي يرأس تحريرها الكاتب والمترجم طلعت الشايب. يعد الكتاب وثيقة فنية وتاريخية مهمة ترجمها دكتور رمسيس عوض، حيث يلقى الضوء على التحقيقات الرسمية التى قام بها مكتب إدارة الجوازات والهجرة ومكتب التحقيقات الفيدرالية مع الممثل الكوميدى الشهير شارلى شابلن، بتهمة التعاطف مع الأفكار الشيوعية، ودعم بعض الجهات التى تروج لهذا الفكر، وكذلك التحقيقات غير الرسمية مثل الحوار المطول الذى أجراه الصحفيون معه بمناسبة عرض فيلمه المثير للجدل "مسيو فيردو". ووفقا لصحيفة "اليوم السابع" المصرية يكشف الكتاب الوجه القبيح للولايات المتحدةالأمريكية فى الفترة المكارثية التى شهدت كثير من المطاردات والملاحقات لعديد من الفنانين والأدباء والمفكرين لمجرد التعاطف مع الشيوعية. ولد شابلن في 16ابريل عام 1889 في مدينة لندن البريطانية، وعمل منذ صغره في فرقة مسرحية إلي أن عمل في السينما الصامتة وحرص في كل عمل سينمائي له, أن يقف ضد كل ما هو سيء ومرير في العالم, وأن يشيع البهجة والضحك, الذي يدفع إلى التأمل إلي أن أرتقي إلى مصاف أعظم الفنانين، وأكثرهم خلوداً. وقد بدأ شابلن حياته الفنية في السادسة من عمره، حين كان يقدم الأغنية الشعبية "جاك جونز" في "الميوزيك هول"، ولكن سرعان ما جذبه الرقص والتمثيل الصامت الذي تعلمه على يد "فريد كارنو" صاحب مدرسة "البانتوميم" الإنجليزية المعروفة، إذ التحق شارلي بفرقة "كارنو" للتمثيل الصامت بمساعدة أخيه سدني، وبدأ يستوحي في تمثيلياته الصامتة حياة لندن الواقعية عبر أحيائها الفقيرة، ثم غادر "شابلن" لندن إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 1913 وبالتحديد إلى هوليوود ليعمل مع ملك الكوميديا في ذلك الحين "ماك سينيت" . وهناك أبدع تجسيد شخصية المتشرد الصغير "شارلي" التي تحولت إلى رمز للمسحوقين أينما كانوا، حيث استطاع شابلن أن يعبر عن هذه الطبقة المطحونة لأنه كان يعيش نفس المأساة عندما وقع الطلاق بين والدايه وتحملت الأم وحدها مسئولية رعايته هو وأخيه، عملت الأم في عدة أعمال حتى تقوم بإعالة أسرتها الصغيرة، ولكن سريعاً ما سيطر المرض عليها ودخلت إلى إحدى مستشفيات الأمراض العقلية . ومن هنا تم إيداع تشارلي وأخيه في إحدى الملاجئ، ثم انتقل تشارلي للإقامة مع والده وعند وفاة والده بدأ تشارلي مرحلة جديدة حيث اتجه للعمل من أجل الحصول على المال اللازم للمعيشة فعمل في البداية في فرقة لرقص الكلاكيت ثم تنقل في العديد من الأعمال فعمل خادماً وبائعاً وغيرها من الأعمال، إلي أن وصل إلي العالمية. ظهر شابلن لأول مرة بشخصية "الرجل الصغير" الذي يتسكع في الطرقات بشاربه المتميز، وبنطلونه الممزق، مرتدياً قبعته، وممسكاً بعكازه الملتوية، ومنتعلاً حذاءه الغريب الضخم الذي يسير به كالبطة في عام 1914 ، ثم قدم فيلم "تحت الأمطار" وهو فيلم لا يستغرق عرضه أكثر من عشر دقائق، إلا أن هذه الشخصية كانت شكلية فقط . وافتتح شابلن سلسلة أفلامه الاجتماعية الساخرة في عام 1916 ومنها فيلم "المهاجر"، ثم قدم شابلن شخصية العامل المتشرد العاطل عن العمل الذي يعيش عيشة الكلاب من خلال فيلمه "حياة كلب" ، إلي أن دخل شابلن ميدان الأفلام الروائية الطويلة، فأخرج عدداً من الأفلام التي انتقد فيها بشدة فوضى وأسلوب الحياة الأمريكية، حيث قدم عديد من الشخصيات ومنها رجال الطبقة العليا، و الرجال الوجهاء والمتأنقين، ورجال الدين المنافقين، ورجال البوليس، والقضاة، وأرباب العمل، والقادة، والملوك، والزعماء. كما ساهم شابلن عام 1923 في تأسيس شركة الفنانين المتحدين، وكان فيلم "الرأي العام" باكورة إنتاجها السينمائي، ولكن أفلام شارلي الرئيسة أنتجها هو بنفسه، ومن أبرزها "الأزمنة الحديثة"، و"الديكتاتور" ، حيث كان فيلم "الأزمنة الحديثة هو أخر فيلم صامت لشابلن، لدخول الصوت إلي السينما. وكان فيلم "الديكتاتور" هو أول فيلم نسمع فيه صوت شابلن، حيث كان يدعو من خلال الفيلم إلى المقاومة والنضال ضد النازية معتبراً ذلك واجباً أخلاقياً وإنسانياً وكفاحياً. وانتهى المطاف بشارلي شابلن في سويسرا حيث استقر بها إلى أن انتهت حياته، حيث ودع السينما العالمية عن عمر يناهز ال 88 عاماً بفيلمه الأخير "كونتيسة هونج كونج"، وتم تكريمه من خلال حفل الأوسكار عام 1972م، حيث توفي في عام 1977، بعد أن أثرى السينما بعديد من الأفلام التي تجاوز عددها الثمانين فيلم، وبعد أن أثبت أن الكوميديا يجب ألا تبتعد عن مناقشة المشاكل والهموم التي تواجه المجتمع. قام تشارلي شابلن بتأليف كتاب يتناول قصة حياته واستعراض مواقفه في مسائل شتى وغيرها من الأمور وصدر هذا الكتاب تحت عنوان " قصة حياتي".