اليوم ومع مرور الذكرى ال 122 لرحيل أشهر متشرد على شاشة السينما .. نتذكر معا مقتطفات من حياته دون مزيد من تعليقات .. ولد شارلي سبنسر شابلن في لندن بانجلترا .. 16 أبريل , عام 1889 . كان والداه ممثلان .. توفي الأب و مازال شارلي طفلا .. و كانت والدته تعاني من نزلة رئوية حادة في صدرها وحنجرتها .. و لكنها كانت مضطرة للعمل .. كان المرض يفقدها صوتها على المسرح .. و في إحدى المرات وسط ضجيج الجمهور و شكواه من أدائها السيئ .. اقتحم شارلي ، الطفل ذو الخمس سنوات ، و الذي كان يراقب ما يجري من الكواليس ، اقتحم المسرح ليلفت الأنظار ويشرع في الرقص و الغناء بصوته الرفيع .. في تلك اللحظة التاريخية التي تحول فيها الاستهجان إلى اصفيق و استحسان أنقذ الأم و بدأ تاريخه الشخصي الذي لا ينسى مع ..عالم الفن .. في عام 1910 سافر إلى أمريكا مع فرقة كارنو اللندنية ليقدم عروضه هناك . في ديسمبر عام 1913 أعجب بأدائه القائمون على ستديو كيستون ومخرجه ماك سينث ، فعرضوا عليه عقدا للعمل معهم في السينما و بأجر قدره 150 دولارا بالأسبوع .. يقول عدد من مؤرخو السينما أن النجومية في السينما ظهرت بعد مرور سنيتين مع ظهور شارلي شابلن على شاشات السينما لصبح أسمه يتردد في كل مكان، وملأت الأسواق دمى ولعب للأطفال تمثل شخصيته، اذ لم يكن قبل ذلك يكتب أسم الممثل على لافتات السينما وإعلاناتها، هو الوحيد في ذلك الوقت الذي كانت تعلن الشركات ودور العرض على أن "شابلن هنا". في عام 1917 أي بعد مرور خمس سنوات على عمله في السينما وفي عمر 27 وقع عقدا مع شركة فيرست ناشيونال بمبلغ مليون دولار لتقديم ثمانية أفلام في ثمانية عشر شهرا . كان فيلم حياة كلب 1918 أول الأفلام الطويلة ومن مبتكرات هذا الفيلم أنها المرة الأولى التي يعطى فيها دور طويل لحيوان . في عام 1921قدم فيلمه الروائي ( الغلام ) 1921 الذي استغرق إنتاجه عاما و نصف العام ، وكان الفيلم الأنجح في تاريخ السينما الأميركية منذ فيلم ( مولد أمة ) 1915 للمخرج الشهير ( د. و. غريفيث ( . في العام 1925 وضع فلمه حمى الذهب حيث حقق فيه واحدا من اكبر نجاحاته الفنية والمالية في وقت كانت السينما قد خرجت من طور الافلام الصامته . في عام 1928 أخرج فيلمه السيرك ويعتقد النقاد أن شابلن من خلال ذلك الفيلم سعى لسرد سيرته الذاتية ودخوله في عالم السينما حيث جعلته الصدفة غير الإرادية نجما يعجب الجمهور دون أن يكون قد سعى إلى ذلك أو حتى خيل إليه انه قادر عليه. في عام 1931 و بعد أن كان الصوت قد دخل السينما قدم شابلن أحد أهم وأشهر أفلامه الصامتة وهو فيلم أضواء المدينة ليعود به للمسة الميلودراما والنقد الاجتماعي اللاذع. قلدته ملكة بريطانية العام 1935 أرفع وسام ومنحته لقب ( سير ( .
في عام 1936 قدم شابلن فيلم العصور الحديثة الذي ينتقد فيه بشدة واقع الطبقة العاملة والمجتمع الصناعي من خلال تجسيد شخصية عامل في أحد المصانع على خط الإنتاج استخدم في هذا الفيلم الصوت ولكنه يظل فيلما صامتا بدون حوار. في 1940 فقد قدم شابلن أول أفلامه الناطقة وأبرزها سياسيا وهو فيلم الديكتاتور الذي يجسد فيه شخصية هتلر ، وقد استغرق انجاز الفيلم سنتين وعرض بعد عام على ابتداء الحرب العالمية الثانية في وقت لم تكن أميركا قد دخلت الحرب بعد. فلمه الناطق الثاني فهو مسيو فيردو وأخرجه عام 1947 وهو مأخوذ مسرحية عدو الشعب للكاتب النرويجي هنريك أبسن. .. انتهت في هذا الفلم شخصية الصعلوك المتشرد بملابسه الرثة وقبعته وعصاه الشهيرتين، والتي ألفناها معه في أفلامه السابقة، فقد ظهر في هذا الفلم بشخصية مختلفة تماما. وقد كان فيه أمينا لواقعية أبسن التي أشتهر بها هذا الكاتب. طرد من الولاياتالمتحدة عام 1952 و اتخذ من سويسرا مقرا له . في 1957 قدم فيلم ( ملك في نيويورك ) . في 1967 قدم ( كونتيسة هونج كونج ) . أنتج شابلن، إخراجا وتمثيلا، نحو «80» فيلما منها 5 أفلام ناطقة ، والبقية أفلام صامتة . دعي إلى الولاياتالمتحدة العام 1972 لنيل جائزة الأوسكار . ودع شارلي شابلن الفيلسوف الصعلوك الحياة عن عمر يناهز الثامنة و الثمانين في 25 يناير عام 1977 .