أصدرت مكتبة الأسرة بالتعاون مع دار إلياس للنشر سلسلة جديدة بعنوان "قادة مصر الفرعونية "، تركز السلسلة على تقديم سيرة عدد من ملوك مصر القديمة بطريقة مشوقة للشباب، حيث يحتوي كل كتاب على عدد من الصور الملونة التي تصور حياة الملك ومنجزاته. السلسلة صدرت أولا عن دار نشر "روزن الأمريكية" وقام بترجمتها إلى العربية إسحاق بنيامين وقد صدر منها حتي الآن ثلاثة كتب. الكتاب الأول هو "سنفرو" ويتعرض لحياة ملك الأسرة القديمة، بداية من نشأته، وتعلمه الكتابة والقراءة، وتلقيه تدريبات مكثفة في الجيش لتعلم " فن قيادة الرجال" ثم توليه منصب ملك البلاد الفرعون في شبابه، حيث عرف عن سنفرو وفق صحيفة "أخبار الأدب" الإسبوعي المصرية ولعه ببناء الأهرامات وبنى ثلاث أهرامات إبان فترة حياته، ويعرض الكتاب بعد ذلك لكيفية بناء الأهرامات وأهميتها لدى المصريين القدماء، حيث كانت تمثل علامة ملحوظة وهائلة عن مدى ثراء الفرعون وسلطانه، كما أن الأهرامات كانت في الغالب أماكن آمنة للمحافظة علي جثمان الملك من عبث اللصوص، وبالتالي يمكن للملك أن يعود مرة ثانية إلى الحياة. يذكر أن من أهم أعمال "سنفرو" أنه أرسل اسطولا ضخما إلى فينيقيا لاستيراد خشب الأرز النادر لعدم وجود أخشاب جيدة في مصر، كما عمل على تأمين حدود مصر الشرقية والجنوبية من الأعداء, شيد لنفسه هرمين بدهشور وهما الهرم الأحمر و الهرم المتوسط. أما الكتاب الثاني فهو عن الملك "أحمس" ويبدأ بالفصل الأول حيث يعرض المؤلف الأمريكي لفترة حكم الهكسوس الذين يصفهم في الكتاب بالحكام الأجانب، ثم يحكي الكتاب تمرد حكام طيبة على الهكسوس بقيادة "سقنن رع تاعا" وهو التمرد الذي فشل فيه "سقنن رع تاعا" في طرد الهكسوس من شمال مصر، ولقى حتفه في نهاية هذه المعركة، ثم جاء "أحمس" الذي أخذ يعد جيشا قويا، مدربا ومسلحا بأسلحة جديدة وحديثها منها العربة التي تجرها الخيول حتي بدأ أحمس حملته العسكرية التي انتهت بطرده للهكسوس ومطاردته لهم حتي شمال سوريا، حيث تحولت مصر حينها إلى إمبراطورية كبيرة وبدأ عصر جديد وهو عصر الدولة الحديثة في مصر. يعتقد أن لأحمس مقبرتان أحدهما في أبيدوس وتتكون من معبد منحدر ومقبرة جنائزية وبقايا هرم اكتشفت عام 1899، وعُرف أنه هرمه عام 1902 ومعبد للهرم والأخرى في طيبة وقد تعرضت للنهب بواسطة اللصوص. وقد أكتشفت مومياؤه عام 1881 في خبيئة الدير البحرى مع مومياوات بعض من ملوك الأسر الثامنة عشر والتاسعة عشر والواحد والعشرون، وتم التعرف على مومياؤه في 9 يونيه عام 1886 بواسطة جاستون ماسبيرو، وكان طول المومياء1.63 سم ولها وجه صغير نسبيا بالقياس مع حجم للصدر . خصص الكتاب الثالث لسيرة الملكة "حتشبسوت" ويبدأ بفصل حول حياة زوجها الملك تحتمس وحملاته العسكرية علي النوبة، والسياسية التي اتبعها بجلب أبناء الملوك والأسرة الحاكمة الأجنبية إلي مصر للتعلم على النمط المصري، ثم وفاة تحتمس بعد ذلك ليرث الحكم ابنه " تحتمس الثاني" الذي كان عمره أقل من عشر سنوات، وبهذا أصبحت "حتشبسوت" هي الوصية علي العرش، لكنها لم ترتح للعب دور الملكة من خلف الستار، وهكذا تم تنصيبها سنة 1473 ملكة شريكة لتحتمس الثالث، حيث قامت بعدد من الإصلاحات الاقتصادية والتجارية وتوسعت في التجارة مع جيران مصر. تجدر الإشارة إلى أن حتشبسوت هي أحد أشهر الملكات في التاريخ، وخامس فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وحكمت من 1503 ق.م. حتى 1482 ق.م. وتميز في عهدها قوة الجيش و البناء والرحلات التي قامت بها. تركت حتشبسوت ألغازا كثيرة وأسرارا وربما يكون أكثر تلك الألغاز إثارة شخصية "سنموت" ذلك المهندس الذى بنى لها معبدها الشهير في الدير البحري والذى منحته 80 لقبا وكان مسئولا عن رعاية ابنتها الوحيدة وقد بلغ من حبه لمليكته أن حفر نفقا بين مقبرتها ومقبرته. وانتهى كل منهما نهاية غامضة لا تزال لغزا حتى الآن.