صدر عن دار عين للدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية كتاب "طه حسين بين السياج والمرايا" للدكتور عبدالرشيد الصادق محمودي، ويقع في 204 صفحات من القطع الكبير. يضم الكتاب عددا من البحوث والمقالات التي كتبها المؤلف بدءا من رواية الأيام مرورا بعلاقة طه حسين بديكارت، ومرجليوث، ورينان، وكذلك المشروع التجديدي لطه حسين، وأحاديثه عن الأدب والحرية وقصة تعليمه بين الأزهر والسوربون. وأوردت صحيفة "القدس العربي" أن المؤلف يشير في مقدمته إلى تصنيفه للكتاب حسب موضوعاته وقضاياه، فقد خصص فصلا لمناقشة روايتي طه حسين "الأيام" و"أديب" وحاول الكشف عن بنية العملين كشكل وأساليب القص فيهما والتراث الفلسفي الذي يستلهمه وكذلك النوع الأدبي الذي ينتميان إليه. ويتناول المؤلف قضية انتحال الشعر الجاهلي لدى طه حسين وذلك عبر مناقشة الرأي القائل بأن طه حسين سرق هذه النظرية من المستشرق الانجليزي مرجوليوث، ويرى المؤلف أن طه حسين كان يستلهم آراءه من تراث نقدي واسع النطاق هو التراث الوضعي في نقد الشعر الجاهلي ودلل على ذلك بأنه كان يستمد بعض حججه من رينان. ويقدم الكتاب صورة عن التراث ومدى اطلاع طه حسين عليه وتأثره به، ويكشف عن أن التراث يشمل النقد التاريخي بصفة عامة ولا يقتصر على الشعر الجاهلي، وأن علاقة طه حسين بهذا التراث بدأت وهو طالب في الجامعة المصرية وبلغت ذروتها أثناء دراسته في السوربون عندما تتلمذ على شارل سينوبوس أحد مؤلفين اشتركا في وضع قواعد المنهج الوضعي في دراسة التاريخ واعتمدا في ذلك على روافد نقدية عديدة من بينها الرافد الذي ينتمي إليه رينان والذي يمكن وصفه على نحو أدق بأنه تيافيلولوجي حسب وصف الكاتب. ومن هنا يرى المؤلف أن شكوك طه حسين في قضية الشعر الجاهلي لها تاريخ طويل ومصادر متعددة وأن مؤثرات كثيرة أسهمت في تشكل نظريته النهائية في الموضوع. ويأسف المؤلف لإهمال الكتاب لترجمات طه حسين إلى اللغات الأجنبية، لأن المعرفة بطه حسين لن تكتمل في رأيه إلا إذا عرفنا إشعاعه في محيط الثقافات الأخرى، فقد صدرت هذه الترجمات بمقدمات مفيدة ومهمة مثل المقدمة التي كتبها أندريه جيد للترجمة الفرنسية للجزءين الأول والثاني من "الأيام" أو المقدمة التي صدر بها جاك بيرك مجموعة مختاراته من أدب طه حسين والتي نشرت في باريس عام 1977.