بيروت: صدرت للأديب الجزائرى صالح شكيرو رواية بعنوان "إمبراطورية الرمال"، فى بيروت عن دار الساقى والتى يعالج فيها قضية أثارت كثير من التساؤلات داخل الجزائر وخارجها، والمتمثلة قى قضية الملياردير الجزائرى عبد المؤمن خليفة، أو بما عرف بمؤسسات خليفة، والتى تجمع بين الحقيقة والخيال، بين التحقيق الصحفى والتوثيق والعمل الفنى المشوق. حاول الروائى سرد روايته وفق "العرب اللندنية" معتمدا على الجانب التوثيقى للبرهنة على المعلومات التى أتى بها لتوضيح عملية الاختلاس الكبرى التى قام بها شخص يدعى رياض خرطال، وتمكن من خلالها من تكوين ثروة مالية هائلة، ولكن على حساب بلد محروم ويائس وخارج من سنوات سوداء عرفت دمارا كبيرا بينه وبين نفسه، بلد يتساءل عن مصيره وهويته، ولذلك تحمل رواية شكيرو طابع النقد والإدانة من البداية لرياض خرطال وأمثاله، وللوهم الذى سوقه للجزائريين والعالم، على أنه رجل أعمال جزائرى استطاع بحنكته وذكائه التجارى أن يتجاوز ظروفه الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية، خاصة، وهو مجرد صيدلى بمدينة الشراقة إحدى ضواحى العاصمة، والذى أصبح فى ظرف قصير أكبر رجل أعمال جزائرى فى الداخل والخارج. مما يتركنا أمام لغز كبير، إذ كيف استطاع هذا الشاب فى فرصة وجيزة أن يصل إلى هذة المكانة، ومن ساعده، ولماذا وجد إقبالا واسع النطاق بل وتزكية من رجال أعمال وممثلين فرنسيين وغربين؟ هذه الأسئلة وأخرى هى التى يحاول الكاتب الإجابة عنها عبر الرواية التى تقع فى 350 صفحة من الحجم الكبير. تبدأ الرواية من لحظة النهاية، أى من القبض على مجموعة من مسئولى شركة خرطال وهم متلبسون بتهريب أموال كبيرة للخارج. ثم تعود الرواية إلى رياض خرطال الشاب الذى يدرس فى الجامعة وتربطه علاقة حب بزهرة التى نال منها ما أراد ثم تركها غير مبال بمستقبلها وبالفضيخة التى كان السبب فيها، ثم يدخلنا فى عوالم أخرى متشابكة ومتقاربة، عوالم من كانوا وراء دفع خرطال إلى عالم المال بطريقة غريبة ومحيرة. يعتبر صلاح أشكيرو أن عمله هو الإفصاح عن تعبير واقع هو بمثابة قصة "رياض خرطال" الذى كان فى بداية حياته عضواً فى الجبهة الإسلامية للإنقاذ. قامت شركاته بعمليات تبييض أموال ضخمة يُعتقد أن لها علاقة بتمويل نشاطات الإرهابيين، مع موافقة ضمنية من السلطات الجزائرية والفرنسية. وكانت ترتبط بعلاقات مشبوهة مع متنفّذين فى الدولة. حسبما يقول المؤلف الذى يواصل قائلا: وحين يُكتشف أمر "خرطال" وتصادر أمواله، يبيع عدداً من ممتلكاته ويفر إلى لندن، لكنّ اللغط يكثر حوله، وتتحطم سمعته فى الجزائر وفرنسا، فيقرر العودة فى طائرة مع مجموعة من الصحفيين ليعقد مؤتمراً يعلن فيه الحقيقة، وأسماء المتورّطين معه، وفى طريقها إلى الجزائر، تختفى الطائرة بمن فيها. حاول الكاتب في روايته أن يجمع بين الوهمى والحقيقي، الأمر الذي تسبب له في مضايقات كبيرة لدى صدور هذه الرواية باللغة الفرنسية فى بادئ الأمر، وها هى تترجم إلى العربية وقريبا ستنشر باللغة الانجليزية، وهناك وعود بترجمتها إلى لغات أخرى.