عمان: يبين د. إبراهيم الفني أن كتاب "جوهرة القدس" يطرح عبر منهج علمي، تفاصيل لوحات من الفن المعماري الحضاري والهندسي والتاريخي، تدحض المخطط الصهيوني حول أنماط الحضارة في كل من المسجد الأقصى والصخرة والبلدة القديمة. ويلفت في الكتاب الصادر مؤخرا عن دار اليازوري وفقاص لجريدة "الغد" الأردنية أن دحض المخطط الصهيوني يتم عبر تقديم مضامين معمارية وتراثية عن الكنائس الكبيرة والتاريخية، وعن أسواق القدس القديمة وضمن واقع الحرف التقليدية التي اشتهرت بها. وأكد د.الفني، في الكتاب الذي تضمن ملحقا يحتوي على العديد من الرسومات لمدينة القدس، على أنه يطرح الحقيقة "المتمثلة بالملكية العلمية للأمة" وينفي إعادة الذين يسوقون المفهوم الأسطوري في ملكية الحق واغتصابه من أصحابه. ويرى د.الفني أن الكتاب يعالج ولأول مرة خطط إسرائيل في "إقامة أنماطهم ضمن ادعاء سياسي وليس تاريخيا كما يزعمون" مشيرا إلى أن حفرياتهم وأبحاثهم لم تقدم دليلا واحدا يدل على صدق برنامجهم الثقافي، مبينا في قراءته المعمارية والتاريخية "الموروث الثقافي الفلسطيني عبر قاعدته الأرض والشعب والهوية". وأكد حسبما ذكرت "الغد" على أن القدس عربية وحضارتها قائمة قبل ظهور سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقبل أن تعرف قصة الأرض الموعودة، لافتا إلى وجود 75 قرارا دوليا يصر على أن القدس منطقة محتلة، داعيا إلى عدم التفريط بهذا الرصيد الدولي. ونوه د.الفني إلى أن الحوادث التي اعتبرت في حينها ملفات سرية،وأصبحت وثائق احتفظت بين سطورها بمعلومات مهمة، تعود إلى "دول أرادت في حينها أن تبيع لنا بضاعتها الفاسدة وتحرمنا من حقنا وتمنحه لغيرنا" مشددا على ضرورة التعامل مع هذه الوقائع من حيث المضمون لا الشكل. ويرى د.الفني إلى أن ما تحتاجه القدس من الخطاب التوثيقي العربي إزاء عمليات التهويد المستمرة والمتلاحقة من قبل الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1967، يحتاج إلى دراسات متخصصة وجاهزة في تاريخ المدينة المقدسة، بهدف تقويض ودحض كل المقولات الإسرائيلية والتوراتية التي تحاول جاهدة أن تؤكد حقها التاريخي في هذه المدينة. وأكد د.الفني أن سلطة الآثار الإسرائيلية ومعها شركة تطوير القدس تعملان على كتابة ارث جديد يسمونه "الملكية المقدسة" مشيرا إلى محاولات صياغة هذا الإرث وربطه بالمعطيات المنهجية التاريخية، ليصبح ضمن مصطلح الجغرافيا التوراتية. ويدحض ادعاء اليهود بأن الجزء الشمالي من الحائط الغربي هو نمط ديني يهودي، مشيرا إلى أنه أقيم فترة العصر الاسلامي، معلقا على ذلك بأن "وادي التريفون، وقوس ولسون شاهدان على دحض هذه المعلومة" مضيفا إلى ذلك اكتشاف عدد من الأقواس والقباب التي ساعدت على إقامة الشوارع والبيوت حيث وفر الأمويون إقامة البنية التحتية لحي إسلامي في تلك المنطقة. وبيّن أن إسرائيل بدأت من خلال وزارة الأديان في العام1968، بعد عدة أشهر من حرب حزيران في العام1967بالكشف عن الحائط الغربي، وتدمير قدسية جدار البراق، لافتا إلى أنها عملت في البداية على تعميق وتوسيع ساحة الحائط الغربي. وبين الفني أن الحفريات انتهت في موسمها الثاني في العام1985، مشيرا إلى ان ذلك يعني أن الحفر في هذه الجهة دام(17) عاما بعد ان أنهت إسرائيل الكشف عن الجدار الغربي، وتم الكشف عن نفق الماء الروماني الذي منحه الإسرائيليون شهادة تاريخية حسب معتقداتهم لا حسب معطيات الكشف الأثري. ويشير الفني في كتابه وفقاً لنفس المصدر إلى أن إسرائيل قامت بإصدار قائمة بأسماء المباني والمواقع القائمة في ساحات المسجد الأقصى، واعتبرت أن موقع هذه الأبنية الإسلامية أقيمت على أنماط يهودية، مؤكدا أن الوقائع التي أفرزتها الحفريات الأثرية لم تقدم أي دليل على صحة معلومات علماء الآثار الإسرائيلية. ويعتبر أن إسرائيل تنتهج أسلوب السياسي القوي الذي يستطيع أن يفرض سيطرته على المدينة، بواقع احتلاله لها، مبينا أن الاحتلال جاء كي يغيب التراث الإسلامي والمسيحي في المدينة المقدسة، عبر نظرية يهودية تقول "إن الجغرافيا المقدسة تعني استنبات المقدس في الأرض وزرعه"، مبينا أن هذا لم يتم إلا من خلال قوة عسكرية وقوة سياسية افرزها الاحتلال للقدس الشرقية في العام1967.