القاهرة : أقيم مساء أمس الأول في مكتبة دارالشروق بالقاهرة حفل توقيع أحدث كتب الدكتور ثروت عكاشة وزير الثقافة بعهد الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر بعنوان " الفن الصيني " ، وهو الكتاب الرابع والثلاثون في موسوعة عكاشة " تاريخ الفن العين تسمع والأذن ترى " وشهد الحفل كوكبة من المثقفين المصريين والعرب. وقال الدكتور ثروت عكاشة في كلمته خلال حفل التوقيع وفقاً لجريدة "الاتحاد" الإماراتية: اخترت الصين لأنها أول مملكة تأسست مع بداية القرن (21 ق. م) حيث بدأت تاريخها المدون، ثم انقضت حقبة حفلت بنزاعات شرسة بين ممالك الصين المختلفة حتى تولى زمام الامر الامبراطور تشيني شي هو انج أول اباطرة أسرة هان عام 206 ق.م، فقضى على النزعات الانفصالية، مؤسسا أول دولة مركزية موحدة متعددة القوميات. وقال عكاشة إن الصينيين وفقوا في التعبير عن أعمق ما في وجدانهم من أحاسيس يغلب عليها الطابع الرومانسي من خلال مشاهد الطبيعة التي كانوا يستشعرون صلتها الوثيقة بعالم اللانهاية ويحاولون تسجيل كل ما يعتريها من تغيرات. وقال : الحصيلة الغزيرة من اللوحات في الفن الصيني تكشف عن قدرة المصور الصيني على التركيز، حتى لكأنه يصور الكون موجزا في ذرة من الغبار ، وبدأ عكاشة موسوعته تاريخ الفن عام 1962 بعد أن ترك وزارة الثقافة للمرة الاولى، ثم تفرع لها نهائيا بعد ان ترك العمل العام عام 1970 . عن اختياره عنوان العين تسمع والأذن ترى قال حسبما ذكرت "الاتحاد": "كنت متأثرا بمقولة المتصوف الجليل حسين ابن منصور الحلاج حين قال: تقوى الأذن على ما تقوى عليه العين كما تقوى العين على تقوى عليه الاذن فإذا المرء وحدة واحدة ذات حس واحد، وقريب من هذا تأكيد الأديب الفرنسي بول كولديل ان ألوان الصور التي تتأثر بها حاسة البصر تحمل معاني كثيرة لتصبح مصدر تنغيم فإذا العين تسمع والأذن ترى. وبدأت الموسوعة بالفن المصري القديم في ثلاثة مجلدات ثم فن الروكوكو من العصر الروماني ، واتجه الى فن الشرق الأقصى، فأصدر كتاب الفن الهندي الذي فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب العام الماضي، ثم كتاب عن الفن الصيني، وقال انه انتهى من كتاب الفن الياباني وبذلك يكون قد استكمل فنون الشرق الأقصى". يدفع ثروت عكاشة وفقا لجريدة "الوفد" بكل طاقاته واحتشاده كعادته بهذا العالم المبهر من الدراسة البحثية والصور التي ترافقها الشروح المستفيضة، لكي يتعرف القارئ العربي علي فنون الصين من نشأتها إلي واقعها المعاصر، وهو مؤلف يواصل فيه ثروت عكاشة فك شفرات وكشف أسرار هذا الفن الذي ارتبط بالعقائد التي اعتنقها أهل الصين، وهي العقائد التي أنشأت هذه الروابط المعبرة عن وحدة منطقة الشرق الأقصي في فنونها التي تتمايز وتتنوع. وهذا الكتاب فريد في بابه بالمكتبة العربية؛ وذلك بما يقدمه من حقائق ولوحات وصور ملونة تتناول تاريخ الفن الصيني علي اختلاف مذاهبه منذ أقدم العصور وحتى الوقت الحاضر ، استهل المؤلف كتابَه بعرض ملامح الصين التاريخية والعقائدية والفكرية والفنية ، ثم انتقل في الباب الثاني إلى العمارة الصينية، عارضًا مسيرتها وتطورها عبر العصور التاريخية المختلفة، وموضحًا أهم سماتها وعناصرها ، تبع ذلك فن النحت ثم فنون التصوير، بادئًا بفن الكتابة الخطية، ثم بفلسفة التصوير الصيني وقوانينه، وأخيرًا، اختتم الكتاب بتاريخ وتطور الدراما الصينية وأهم قواعدها وموضوعاتها. هذا، وقد بذل المؤلف جهدًا كبيرًا لجمع صور كتابه من مصادر شتي تتنوع بين المتاحف، والكتالوجات، والمجموعات الخاصة.. فانتقي لنا أفضلَها وأبرزها مما يبين لنا أدق أسرار الفن الصيني ومزاياه.