القاهرة: صدر مؤخرا كتاب "بورصة الطعام" عن دار " أخبار اليوم " للنشر تأليف د.مصطفى نوفل أستاذ علوم الغذاء بجامعة الأزهر يقدم فيه روشتة للغذاء الصحي الرخيص تتداخل فيها الأمور الطبية بالاقتصادية بالموروثات الاجتماعية المرتبطة بعاداتنا الغذائية. أفرد د.نوفل الفصل الأول من كتابه للحديث عن مخاطر الإسراف وفوائد الاعتدال في الغذاء من النواحي الصحية والاقتصادية حيث يؤكد في كتابه أن عدم الإسراف في تناول الطعام يؤخر الشيخوخة ويمنع الإصابة بالأمراض ذات التكلفة العلاجية الكبيرة . وجاء الباب الثاني بعنوان "أكل واقتصاد" ويركز فيه نوفل على الأغذية رخيصة الثمن التي تحتوي على مركب الفايتو باعتباره مركبا فعالا للغاية يقي من الأورام ويمد الجسم بعدد كبير من المغذيات، ومنها أغذية القرنبيط والكرنب والجزر والبقدونس والكرفس والبرتقال والثوم والرمان والعرقسوس. وأشار إلى وجود قيمة غذائية كبيرة في الوجبات الشعبية ناصحا بضرورة خلطها لزيادة فائدتها، كأن يخلط الأرز بالعدس، والأرز مع الفاصوليا. ويعطى نوفل في كتابه اهتماما خاصا بالبقول حيث يقول إنها الوجبة الاقتصادية لمحدودي الدخل وأصبحت الآن غذاء الصحة والوقاية في أغنى دول العالم. وينتقل المؤلف بعد ذلك لتحديد 8 قواعد ذكية في الشراء الاقتصادي للأغذية الصحية وهي: تحديد المشتريات قبل النزول للسوق، مقارنة وزن المنتج بسعره وتفضيل الوزن الأكثر لأنه غالبا ما يكون الأوفر، اختيار الشكل الاقتصادي للمنتج فإذا كان معبأ في عبوات زجاجية أو بلاستيكية أو معدنية فعلينا اختيار الأرخص وينصح بشراء اللحوم قطعة كبيرة واحدة ليتم تقطيعها وإعدادها منزليا بدلا من شراءها جاهزة من المحلات، شراء كل غذاء في موسمه حتى يتم الاستفادة من انخفاض سعره وارتفاع قيمته الغذائية، قراءة بيانات العبوة للتأكد من أنها تناسب المستهلك صحيا، الشراء على قدر الاستهلاك، التأكد من أن أي خفض في السعر هو تخفيض حقيقي وليس مجرد إعلان وهمي، والمحافظة على قيمة مشترياتك من خلال حفظها بشكل جيد وعدم تعريضها للتلف. والغِذاء الصِّحي ضروري للإنسان، يسدُّ جوعَه، ويُنَمِّي عَضَلاتِهِ وعظامَهُ ويقوّي أعصابَهُ، ويساعد على التئام جروحه، ويمكنه من القيام بعمله في نشاط وحيوية، ودقة ونظام. وليست العبرةَ بكثرة ما يتناوله الإنسان من طعام، بل العبرة بما يحويه ذلك الطعام من قيمة غذائية تتفق وما يحتاج إِلى الجسم، فكثيراً ما يُصابُ بعضُ الناس بأَمراض يقرر الطبيب أنها نتيجة سوء التغذية، مع أَنهم يتناولون مقاديرَ كبيرة من الطعام، ولكن لم تَتوافَرْ فيها العناصرُ الغذائية الكاملة. والغذاء الصحيَّ في متناول الفقير كما هو في مُتَناوَل الغني، فالفول، والعدس، والفاصوليا، واللوبيا، واللحم، والبيض، والجبن من المواد الزلالية التي تُنَمِّي الجسم، وتبني أنسجته، وتجعله يقاوم السمومَ التي يتعرَّض لها. ولا بدَّ للإنسان من الحصول على كفايته من المواد الدهنية والنشوية والسكرية، هذه المواد التي تَمُدُّ الجسم بالطاقة الحرارية، والدفءَ، والقوة اللازمة للعمل، فالموادُّ الدهنيَّةُ تكثر في الزيت والسمن والقشدة، والدهون الحيوانية، وتوجد المواد النشوية بكثرة في الخبز، والبطاطس، والأرز، والنِّشا. والإسلام نهج منهج الوسطية في كل نواحيه وفي مجال التغذية يأمرنا ربنا: "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".