صدر مؤخراً عن دار شتراوس جيروكس كتاب جديد للكاتب دينيس روس يحمل اسم "أصول الحكم وكيفية استعادة أمريكا لمكانتها في العالم". شن مبعوث السلام الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس هجوماً عنيفاً على الرئيس جورج بوش وأقطاب إدارته مؤكداً أميتهم السياسية بعدم مراعاتهم لأبجديات السياسة وأصول الحكم، وخاصة في تعاملاتهم مع القضايا الملحة في الشرق الأوسط سواء المتعلقة بالصراع العربي الإسرائيلي، أو الحرب الدائرة في العراق، أو المتوقعة ضد إيران. وقال روس في كتابه: "أصول الحكم وكيفية استعادة أمريكا لمكانتها في العالم" وفقاً لجريدة "الوطن" السعودية إن هذه الإدارة فشلت في تحديد أهدافها، وفشلت أيضاً في اختيار الوسائل المناسبة لتحقيقها، وتوهمت أن إسقاط صدام وسيلة لبسط هيمنتها على بلد بأكمله، والآن تتوهم أن ضرب إيران سيحل أزمتها النووية، كم توهمت من قبل أن نفض يديها من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يخدم إسرائيل، ويعفيها من تقديم تنازلات فأضرت بأطراف عملية السلام ومنها إسرائيل نفسها. وانتقد روس بقوة عدم استغلال واشنطون لمبادرة خادم الحرمين الشريفين التي تحظى بإجماع العرب، والتي وصفها بالمهمة والواقعية والقابلة للتطبيق، وقال إن الدور القيادي للمملكة في المنطقة لا غنى عنه لحل أي مشكلة من المشكلات القائمة في الشرق الأوسط. ويثير هذا الكتاب الكثير من الاهتمام في أمريكا والعالم والسبب هو كاتبه الذي يمكن أن يكون الأجدر على تناول موضوعه، باعتباره المبعوث الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط في عهد بيل كلينتون، ومدير تخطيط السياسة في وزارة الخارجية في عهد بوش الأب وحالياً هو مستشار معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى. الكتاب يمكن وصفه حسبما ذكرت "الوطن" بأنه محاكمة لسياسات إدارة بوش وخاصة في الشرق الأوسط، ولكن من نوع خاص جداً، كل ملف بمثابة جلسة محاكمة على حدة، ولكن هناك خيطاً يربط ما بين هذه الجلسات (فصول الكتاب) وهو استدعاء إحدى قواعد فن قيادة الدولة، أو أصول الحكم، وكلها تترجم المعنى المقصود من عنوان الكتاب، ثم تطبيقها على ما تفعله إدارته، من العراق إلى فلسطين، ومن إيران إلى الصين، ليثبت في النهاية أنها إدارة "تتمرمغ في الأمية السياسية"، و"لا أمل فيها"، فالأمل معقود - كما يخلص - على من "سيأتي من بعد بوش" لكي يعيد لأمريكا مكانتها في العالم "بعد أن فرطت فيها هذه الإدارة"!. ويحاول روس عقد دراسة مقارنة بين أصول الحكم من ناحية، ومدى التزام إدارة بوش بها، في تعاملاتها مع القضايا المثارة حول العالم، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط.