نتيجة الاهتمام الكبير بكتاب الصحافي عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة "القدس العربي" تمت ترجمة كتابه الشهير "التاريخ السري للقاعدة" الى اللغة الهولندية. وبذلك تكون النسخة الهولندية هي النسخة الخامسة عشر في لغات وطبعات العالم المختلفة لهذا الكتاب, ومنها الإنجليزية "الطبعة الأصلية" والفرنسية واليونانية والأسبانية والتركية عدا عن الطبعة الأمريكية والإسترالية. ووفقاً لجريدة "العرب اللندنية" فقد عرضت مئات الصحف الأوروبية والأمريكية كتاب عطوان على صفحات كاملة . كما يحوز هذا الكتاب على اهتمام أبرز مراكز الأبحاث والجامعات في العالم إلى جانب الاهتمام الإعلامي الكبير بهذا الكتاب الذي يعتبر مرجعاً علمياً وبحثيا عن "القاعدة". ويتحدث عطوان في الفصول الاولى من الكتاب عن لقائه بأسامة بن لادن قائد تنظيم القاعدة الذي تم في عام 1996 واستمر لمدة ثلاثة ايام في احد مخابئ بن لادن في تورا بورا في افغانستان. اما في الفصول الاخيرة، وخصوصا في الفصلين السادس والسابع، واحدهما عن القاعدة في العراق، والاخر عن مستقبل القاعدة فيشمل الكتاب معلومات هامة جدا يجب ان يعرفها الناس وقادة القرار في العالم وخصوصا فيما يتعلق بعلاقة بن لادن ونائبه ايمن الظواهري، من جهة، وبين القائدين ابو مصعب الزرقاوي ومجموعته، من جهة اخري، ومواقفهم التي تتضارب في كثير من الشؤون الشديدة الاهمية. فالقليلون يعرفون مثلا بأن ابا مصعب الزرقاوي كان يعارض عملية 11 ايلول «سبتمبر» 2001 في نيويورك وواشنطن، او ان الظواهري وبن لادن يعارضان عمليات قتل الشيعة في العراق التي تنسب الي مجموعات تابعة للزرقاوي. ويؤكد عطوان بان الزرقاوي لم يكن شخصية اساسية في منظمة القاعدة في افغانستان، وكانت له مجموعته الخاصة المستقلة تحت اسم التوحيد والجهاد ولديها مخيم تدريب خاص بها في هيرات . وعندما ترك افغانستان متجها نحو العراق، قام بهذه الخطوة بمبادرة منه، ويقول ان الزرقاوي واسمه الكامل احمد فاضل الخلايلة ولد في مدينة الزرقاء شمالي شرق عمان في الاردن، وينتمي الي قبيلة بني حسن وهي قبيلة كبيرة في الاردن. وفي شخصيته معالم بدوية بينها القدرة علي الصبر، بيد ان وفاة والده المبكرة اثرت علي حياته وجعلته قبضايا يميل نحو العنف مما اودي به في السجن، وقد اهتم بالاسلام في اواخر الثمانينات ومن بعدها انتقل الي افغانستان. وفي نهاية الكتاب يرفض عطوان الفكرة القائلة بانه من غير الممكن ابدا التفاوض مع قيادات القاعدة علي الرغم من كل التحفظات حول هذا التوجه. كما يدعو الي معالجة الاسباب التي تجعل العالمين العربي والاسلامي منبعين يمكن ل القاعدة استقطاب الجهاديين منهما، ويري بان الاصلاحات الديمقراطية والحلول السياسية للقضايا الاساسية كقضيتي العراق وفلسطين تساهمان مساهمة فعالة في هذه المعالجة.