في كتابه"السودان: عرق ودين وعنف" شن جوك مادوت جوك، هجوما عنيفا على الشماليين، وخاصة ما اسماه "الطبقة الحاكمة التي تقول انها عربية، وتجبر كل سوداني ليكون عربيا". وقال جوك -سوداني من الجنوب- انهم مسؤولون عن مشاكل السودان، وخاصة مشكلة جنوب السودان، وإنهم يحتفظون بالحكم في بلد منقسم انقساما عميقا، دينيا وعرقيا"، وشبه الشماليين بانهم يواجهون "معضلة" تاريخية، مثل "المعضلة التي واجهها الافريكانز ، الاقلية البيضاء ، في اخر سنوات حكمهم العنصري في جنوب افريقيا". وذكرت جريدة "الشرق الاوسط" اللندنية ان المؤلف الذي يعمل استاذا بجامعة اميركية، قسم كتابه الى فصول عناوينها: "دور المؤسسة العسكرية الاسلامية في المشكلة بين الشمال والجنوب" و"الاسلاموية والعروبة وحرب "الابادة" في دارفور، تحالف قاتل بين الاسلاميين وثروة البترول" و" الحركات المسلحة ادت الى تسليح المجتمع، وأخيراً "العرق والدين والوطنية الاقليمية". ركز المؤلف على تقسيم السودان الى عربي وغير عربي، ومسلم وغير مسلم، وعاصمة واقاليم، وحكام ومضطهدين، وقدم اقتراحات للمستقبل وهي: "وضع سياسة وطنية تقلل الخلافات وتدعم الوحدة، وتنظف سجل حقوق الانسان، وتسمح بالحريات الاساسية، وتقضي على عدم المساواة بسبب العرق والدين، وتوقف تصدير الاسلام المتطرف". ويصف الكاتب، اتفاقية السلام بين الشمال والجنوب سنة 2005 بأنها "هشة"، محذراً ان يتكرر في الجنوب ما يحدث الآن في دارفور، من اشتباكات بين مليشيات محلية وقوات الحكومة (حكومة الجنوب بدلا عن الحكومة الوطنية)، ويعتقد أن اشتباكات الجنوب، في حالة حدوثها، ستكون اخطر"، لأن مليشيات الجنوب موجودة قبل اتفاقية السلام. وثانيا لأن حكومة السودان الوطنية تدعم هذه المليشيات. وتحدث المؤلف عن عدم الثقة بين الشماليين والجنوبيين، قائلا ان عدم الثقة ظهر خلال مفاوضات الماضي بين الجانبين، ثم خلال مفاوضات اتفاقية السلام الاخيرة، ثم بعد الاتفاقية. ويقول ان عدم الثقة هذه ليس في الآراء فقط، ولكن في "رموز شمالية جعلت غير العرب يحسون بعدم الاحترام في وطنهم"، مثل اللون الاخضر (اللون الاسلامي) في جواز السفر السوداني، والصور الشمالية في العملة المعدنية والورقية، والعلم (ذي الالوان العربية). واتهم الحكومة السودانية بأنها "لا تقدر على ان تتحمل اشياء مثل وجود غير مسلمين في العاصمة الوطنية، رغم انها عاصمة كل السودانيين، ولا تقدر على ان تتحمل رفضهم اعتناق الاسلام، ورفضهم تبني الثقافة العربية"، وقال ان الرئيس عمر البشير نفسه قال مرة لدبلوماسي من النرويج: "الجنوبيون الذين ليسوا معي ليسوا ناسي". ويذكر المؤلف ان "اغلبية" السودانيين في الجنوب والمناطق المهمشة، لا يعتبرون انفسهم عربا، بل يعتبرون انفسهم افارقة سوداً وينتمون الى قبائلهم.