صدر حديثا عن دار الشروق كتاب "ستون عاما من الصراع في الشرق الأوسط: شهادات للتاريخ" تأليف بطرس بطرس غالى، شيمون بيريز، أندريه فيرساي. وجاء في تقديم الناشر: "مع كثرة الكتب عن الصراع العربى الإسرائيلى يعد هذا الكتاب الذى بين أيدينا سابقة تاريخية، فلأول مرة منذ أكثر من ستين عامًا من الحرب وافق فاعلان أساسيان فى هذا التاريخ الطويل، لا على أن يتكلم كل واحد منهما من جانبه، ولكن على أن يتحملا مخاطرة أن تتقاطع ذكرياتهما. تتواجه هنا رؤى بطرس بطرس غالى وشيمون بيريز عن الأحداث الكبرى التى طبعت بطابعها أقدم صراع معاصر والذى عاشه كلاهما عن قرب، منذ أول حرب عربية إسرائيلية فى 1948 حتى أيامنا هذه. التاريخ الذى سنقرؤه ليس أكاديميًا ولا «أملس»، فبالرغم مما يكنه طرفا النقاش كل منهما للآخر من احترام كبير، فإنهما لم يتساهلا إزاء بعضهما، كل منهما يؤكد ذاته، تدفعه إرادته إلى أن يستمع الناس لما عايشه، ولكن فى الوقت نفسه يقبل الاستماع إلى صوت الآخر، مهما كان وقعه غير محتمل على أذنيه، الجدل «سياسى» وليس «دبلوماسي»، وهذه الصراحة تمنحه نبرة فائقة. وهما، فى تراوحهما بين المبارزة الحامية والتحليل السياسى، يقدمان - وفق " دار الشروق" - ما لا تستطيع كتب التاريخ التقليدية أن تمنحه لنا: الإدراك العربى والإسرائيلى معيشان من الداخل، بعد قراءتهما، أيا كان الجانب الذى يميل إليه تعاطفنا، لن نعود ننظر إلى هذا الصراع بنفس الطريقة. بطرس بطرس غالى، المدافع الصلب عن العالم الثالث، والسكرتير العام الأسبق للأمم المتحدة، كان وزيرًا للشئون الخارجية المصرية فى عهد الرئيس أنور السادات ورافقه أثناء رحلته الشهيرة إلى القدس فى عام 1977، وبعد ذلك كان، فى مواجهة موشى ديان، أحد المفاوضين الأساسيين فى اتفاقيات السلام العربى الإسرائيلى التى تم توقيعها فى عام 1979. شيمون بيريز، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، والوزير السابق، هو رجل كل معارك إسرائيل: فهو الذى كان مكلفًا من بن جوريون، فى الخمسينيات، بالبحث عن السلاح حين كانت المنطقة خاضعة للحظر؛ وكان هو أيضا الذى حصل على تعاون فرنسا فى بناء المفاعل النووى فى ديمونة، وفى عام 1993 نظم فى أوسلو مفاوضات سرية مع منظمة التحرير الفلسطينية أفضت إلى أول اتفاق للحكم الذاتى للفلسطينيين".