بكين: اعترف وزير حكومي صيني بأن الرقابة على الإنترنت غير مجدية ولم تعد تنفع محاولة إخفاء المعلومات، حيث تبين بوضوح أن محاولة التحكم بالأخبار أصبحت فكرة ساذجة عند إخفاء المعلومات المسيئة أو التي تكشف الفساد والكوارث المخفية لأن الشفافية ومكاشفة الجمهور هي وحدها وسيلة للتخلص من المتاعب والحرج بل كسب الثقة لدى الجمهور والمواطنين. وأشار وكيل وزارة الإعلام الصينية إلى أنه ثبت مراراً فشل كل محاولات حجب الأخبار السيئة وعندما يظن بعض المسؤولين أنه بإمكانهم حجب 90% من الاخبار فإن معظمها يتسرب في النهاية مسبباً حرجاً كبيراً جداً مثل قضية الاتجار بالرقيق لأغراض أعمال السخرة في الإقليم الشمالي من البلاد حيث كان يجري اختطاف الأطفال لتشغيلهم بأعمال السخرة هناك. لكن أولياء المخطوفين كشفوا ذلك عبر نشر صور أطفالهم على الإنترنت بعد فشل التحقيقات الحكومية في العثور على الآلاف من هؤلاء وتبين لاحقاً أنه يتم تجويعهم وتعذيبهم واستخدام الكلاب لتطويعهم للعمل. ويطالب الوزير، كما ورد بموقع آى تي بي، مسؤولي الحكومة بإدارة المعلومات بدل حجبها والمبادرة بتصحيح الثغرات والأخطاء بدل الاكتفاء بإخفائها. ويقر المراقبون أن هناك طريقاً طويلاً أمام الصين لتحقيق الشفافية الكاملة لكن الانفتاح الحالي يأتي استجابة للتحولات الدولية وليس نتيجة رغبة حكومية صادقة. ولا يعد هذا الجانب هو فقط ما يشغل بال المسئولين فى الصين فيما يخص استخدامات الإنترنت ولكن ظاهرة ادمان الانترنت فى البلاد زادت بدرجة تنذر بالخطر خاصة بعد حادثة وفاة صيني ظل متصلاً بالإنترنت سبعة أيام وهو ما دفع الحكومة لاتخاذ قرارات جدية وصارمة فى محاولة منها للقضاء على هذه الظاهرة. ومؤخراً، أطلقت الحكومة الصينية حملة لتحديد عدد الساعات التى يقضيها المراهقون فى ممارسة الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت، ووضعت قواعد جديدة تفرض على الشركات الصينية التى تمكن عملاءها من ممارسة الألعاب على الشبكة ضرورة تحميل برنامج يطلب من مستخدميه إدخال رقم بطاقة الهوية، حيث يقوم هذا البرنامج بإجبار الشباب الذين لم يتجاوزوا الثامنة عشر من العمر على ترك جهاز الحاسب بعد ثلاث ساعات، والقيام بأداء تمرينات جسدية مناسبة. ويقوم هذا البرنامج بخصم نصف نقاط الشاب التى تحصل عليها فى اللعبة فى حالة استمرارهم فى ممارستها بعد الفترة المحددة، ثم يسحب جميع نقاطه إذا تخطى حاجز الخمس ساعات. ويأتى هذا البرنامج كجزء من حملة الحكومة لمكافحة الإدمان على ممارسة الألعاب الإلكترونية على شبكة الإنترنت خاصة وأن المراهقين الذي تقل أعمارهم عن ثمانية عشر عاما يشكلون نحو 10% من جملة ممارسي الألعاب على الإنترنت فى الصين والذين يزيد عددهم على ثلاثين مليون شخص. وكانت الصين قد لجأت إلى تجربة جديدة من نوعها لعلاج إدمان استخدام الانترنت لساعات طويلة عن طريق استخدام الصدمات الكهربائية للأشخاص الذين يقضون أوقاتاً أكثر من اللازم أمام الكمبيوتر لتصفح شبكة الانترنت ويتساوي هذا العلاج مع علاج المرضي المصابين بأمراض عقلية. وتعد إحدي العيادات التي تمارس علاج مدمني الانترنت عن طريق الصدمات الكهربائية في ضاحية "داكسنج" إحدي ضواحي بكين أكبر وأقدم عيادة من هذا النوع وتوجد داخل قاعدة عسكرية للتدريب، ويتردد علي هذه العيادة حاليا 60 مريضا في الايام العادية وما يصل الي 280 مريضا في ايام الذروة،أي في الايام التي تزيد فيها حالات ادمان الانترنت بين الشباب. هذا وقد بدأت الحكومة الصينية حملة واسعة النطاق في مختلف أنحاء الصين لعلاج إدمان الإنترنت كما تم فتح عيادات للعلاج ضد إدمان الانترنت في عدة مقاطعات صينية. يشار إلي أن الحياة المملة أثناء العطلة جعلت كثيرين يلجأون إلى ألعاب الكمبيوتر بحثا عن تسلية ، فهناك خيارين فقط هما التلفزيون والكمبيوتر. وكانت الصين قد شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا هائلا في عدد مدمني الانترنت الشبان الذين ذكرت وسائل الإعلام الحكومية ان عددهم يصل إلى 2.6 مليون شخص أي نحو 13 بالمئة من مستخدمي الانترنت الأقل من 18 عاما من العمر والذين يبلغ عددهم الإجمالي نحو 20 مليون مستخدم. وأظهرت احصائية حديثة أن ما يقرب من 14 في المائة من المراهقين في الصين مرشحون بشكل سهل لادمان الانترنت وهو ما جعل رابطة الاتحاد الشيوعي الصيني تصف هذا التوجه بين المراهقين بانه مشكلة اجتماعية خطيرة تهدد شباب الصين حالياً.