بقلم محمد ياسر سعد اتفق المسلمون على الكتاب (القرآن )والسنة المتواترة (وهو نقل الأحاديث من خلال طائفة إلى طائفة يستحيل أن يتواطئوا على الكذب) واختلفوا فى الأدلة الظنية (ظنية الورود أو ظنية الدلالة ) وترتب على ذلك ظهور المذاهب المختلفة . وهنا يأتي دور التعاون على البر والتقوى أي البر المتفق عليه فيما بيننا جميعا ولا نتعاون على الإثم والعدوان المتفق عليه . ولقد أدى التعصب المذهبي في الظنيات (الأمور المختلف فيها )إلى تفرق المسلمين وتقاتلهم في بعض الأحيان . العصمة لمن ؟ اتفق المسلمون على عصمة الرسول (ص)في إبلاغ الرسالة وتفسيرها . واختلفوا في العصمة من بعده لمن . فيرى الشيعة أن لابد من وجود عصمة للإمام إلا أن الزيدية يرون جواز إمامة المفضول أي يكون في الأمة من هو أفضل منه فلا يقدح ذلك في إمامته . ويرى الجعفرية (الإمامية ) أنهم اثنا عشر إماما . والعصمة عند أغلب المذاهب في إجماع المسلمين إذا تحقق وذلك نظريا إلا أنه عند التحقيق في الواقع نرى التعصب المذهبي قد جعل كل إمام في نظر أتباعه معصوما . فكان عصمة الأئمة واقعا قد عمت به البلوى . والحل الحقيقي من وجهة نظري أن علينا جميعا من الناحية العملية أن نرجع إلى نقطة الاتفاق وهى عصمة رسول الله (ص)وأن من يرى عصمة غيره من الأئمة الواقع يرد عليه إذا ما درس كل ما قاله هذا الإمام أو غيره . و إني أرى أن دور العقل في فهم النص قد اتفق عليه كل المسلمين حتى الذين رفضوا القياس كالظاهرية فالعقل محل التكليف وتفعيله مجبول عليه الناس فمن أراد أن يجمع المسلمين فعليه أن يجمعهم على ما اتفقوا عليه وما اختلفوا عليه هو واقع وعلينا أن نتعامل معه لجلب المصالح ودفع المفاسد . ولقد فعلت دول ما اتفقوا عليه فكان لهم شأن ولقد فعل المسلمون ما اختلفوا فيه فصغر شأنهم (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ) . و إن القطع في النزاع الفرعي جالب للصدام . وإن العذر جالب للوحدة . ** أحد قيادات الفنية العسكرية