جنيف: أكد الدكتور علي جمعة مفتي جمهورية مصر العربية أن مراكز الأبحاث والنخب المثقفة والأكاديمية والسياسية في أوروبا ووسائل الإعلام عليهم السعي لبلورة نظرة جديدة تجاه العرب والمسلمين باعتبارهم أعضاء في المجتمع الدولي لهم حقوق وعليهم في المقابل واجبات وعدم النظر إليهم باعتبارهم طابورا خامسا وموضع شك باستمرار، حتى يمكن إزالة عقدة الخوف والاضطهاد التي بدأ كثير من المسلمين في بلاد الغرب يشعرون بها. وعلى الجانب الآخر دعا مفتي الجمهورية القيادات الإسلامية الدينية المستنيرة في الدول الإسلامية أن تقوم بدورها وتتحمل مسئولياتها في نشر القيم والمبادئ الإسلامية الصحيحة الداعية إلى التمسك بالجوهر بعيدا عن المظاهر والقشور وإزالة ما علق بالإسلام من تشوهات وتفسيرات خاطئة أو تفسيرات جامدة في أذهان الكثيرين في الغرب . وقال فضيلته أن إرساء "الثقة" و "الفهم" ، بين العالمين الإسلامي والغربي عملية تستلزم وجود شركاء من الجانبين لديهم الرغبة الصادقة في الحوار حيث أنه لا معنى ولا تأثير للحوار من طرف واحد ولابد أن ينبع الحوار من الاعتراف بالهويات والخصوصيات ويحفظ احترام الآخر ولا يسعى للسيطرة عليه أو إثارة العداوات والنابع من احترام التعددية الدينية والتنوع الثقافي، و البعيد كل البعد عن قهر أحد الطرفين الطرفَ الآخر. وأضاف المفتي في تصريحات بثتها أمس وسائل الإعلام المرئية والمقروءة السويسرية وأفردت لها الصحف الكبرى والأوسع انتشارا في سويسرا مساحات كبيرة منها الجريدة الأولى في سويسرا " تاجس أنسايجر" أن مشروع إعادة بناء عالم متناغم متعاون كالشارع ذي الاتجاهين يتطلب مشاركة القيادات الدينية وغيرها في أوروبا في الإعراب عن ثقتهم في مواطنيهم المسلمين مؤكدا أنه لا تقدم دون عمل مشترك قائم على الإيمان والثقة. وأوضح فضيلة المفتي أن المسلمين في الدول الأوروبية يمثلون أقلية يجب عليهم تحمل مسئولياتهم في العمل والعطاء من أجل المجتمع الذي يعيشون فيه والسعي نحو الاندماج في المجتمع أو الوطن الذي اختاروه اندماجا يحقق لهم التعايش والتجانس مع باقي طوائف المجتمع بالشكل الذي يحافظ على الذاتية الثقافية أو الدينية ذات البعد العقلاني والمعتدل والذي يستوعب ويتفاعل مع الحضارات والمجتمعات الأخرى . وحذر المفتي من اعتقاد بعض أفراد الجالية المسلمة في أوروبا أن مستقبل الإسلام معلّق على ارتداء النقاب وإطلاق اللحى وإقامة المآذن فقط ، مع تأكيده على أنه لا ينبغي للدول الأوروبية التدخل في هذه الأمور ، وحذر فضيلته أن بعض أفراد الجاليات المسلمة تتعاطى مع المجتمعات الغربية وكأنهم لم يبرحوا بلادهم التي تركوها قبل عقود دون اكتراث لهويتهم الجديدة وهو ما يزيد من موجة الفوبيا والكراهية لدى الطرف الآخر واستطرد فضيلته قائلا " نحن نطالب بالاندماج الإيجابي وليس الذوبان".