بيروت: توقع مارك موبيوس، رئيس مجلس إدارة شركة "تِمبلتون أسّت مانجمنت" للاستثمار أن يصل حجم الاكتتابات في أسهم الدول الناشئة إلى 150 مليار دولار خلال العام الجاري، في مقابل 87 مليار في العام الماضي 2009. ونقلت صحيفة "الحياة" اللندنية عن موبيوس قوله في ندوة أمس عن "تطلعات الأسواق الناشئة وفرص الاستثمار فيها"، نظّمها بنك لبنان والمهجر للأعمال بالتعاون مع شركة فرانكلين تمبلتون إنفستمنتز التي تدير صناديق استثمار في العالم، إلى أن حصة هذه الدول من القيمة الترسملية للأسهم العالمية ارتفعت من 8% عام 2000، إلى ما يزيد على 33% عام 2009. واستهل اللقاء فادي عسيران، المدير العام ل "بنك لبنان والمهجر للأعمال" مقدماً موبيوس كمستثمر بارز في عالم الأسواق المالية، ويدير صناديق استثمار بقيمة 35 مليار دولار في الأسواق الناشئة. وقارن موبيوس بين تطور الأسواق الناشئة وتلك النامية، مرجحاً أن تزدهر الأسواق الناشئة ثلاثة أو أربعة أضعاف أي ما يعادل 4 إلى 5% في مقابل واحد في المئة في الأسواق النامية. وأشار إلى أن الأسواق الناشئة تملك احتياطات بالعملات الأجنبية تصل إلى 5500 مليار دولار مقارنة ب 3000 مليار في البلدان المتطورة، فيما تشكل نسبة الدين العام لدى الأولى 30% من الناتج المحلي في مقابل 85% في الأسواق المتقدمة. وتناول موضوع التضخم، ملاحظاً أن معدله في الأسواق الناشئة تراجع إلى 6% في إبريل/نيسان الماضي بعد ارتفاع بلغ 10% عام 2008، متوقعاً ثباته على 4%. وربط موبيوس الازدهار في هذه الأسواق بالنمو السكاني، مشيراً إلى أنها سجلت نمواً نسبته 50% منذ عام 1990، في مقابل 8% في الدول المتطورة. ولاحظ نمواً في الناتج الفردي بلغ 126% في الأسواق الناشئة و32% في الأسواق النامية، موضحاً أن الصين والهند برزتا كمستهلكين رئيسين من الناتج العالمي من خلال استيراد 10% من التجارة العالمية. وفي ظلّ المشاكل التي تواجه البلدان المتقدمة نتيجة أزمة المال العالمية، رأى موبيوس أن ليس جيداً أن تطبّق الأسواق الناشئة أنظمة الأسواق النامية، ولم يغفل أن في الأسواق الناشئة مشكلة أساسية، تكمن في الفساد الذي يصعّب على المستثمر وضع توقعاته. وعن الوضع في لبنان، أشار الى أن النمو المحقق كان لافتاً، مؤكداً اهتمام شركته بالاستثمار في القطاعين العقاري والمصرفي. وشدّد على أن أزمة دبي ولّت، وزال الخوف من انهيار الوضع، لكن لم يغفل أن يستغرق تحسّن الوضع بعض الوقت. وعن مستقبل العملة الأوروبية الموحدة، رأى صعوبة في التكهّن بالمستوى الذي ستبلغه، لكن استبعد أن "يضعف سعرها أكثر"، إذ أكد أن اليورو لم يمت ولن يموت، وسيتوسع نطاقه في ظل انضمام بلدان جديدة إليه.