توقعات إيجابية حول معدل النمو الاقتصادي ارتفاع الاحتياطيات من النقد الأجنبي يعزز كفاءة الأسواق الناشئة حوار إسلام عبدالتواب: علي الرغم من حالة الاضطراب الاقتصادي التي تشهدها أسواق المال الأوروبية والعالمية بصفة عامة فإن مارك موبيوس، رئيس مجلس إدارة شركة تيمبلتون لإدارة الأصول جاءت نظرته أكثر تفاؤلا لأسواق المال الناشئة خاصة السوق المصري مؤكدا علي أن تلك الأسواق تحمل فرصا استثمارية واعدة، متوقعا ارتفاع معدل النمو الاقتصادي ليصل إلي 3.5% بنهاية العام. ولفت إلي أن الأسواق الناشئة استطاعت أن تسجل ارتفاعا ملحوظا في معدلات النمو الاقتصادية بلغت 4 أضعاف معدلات نمو الأسواق المتقدمة. وأوضح مارك موبيوس الخبير والمحلل الاقتصادي أن الأسواق الناشئة تتميز باحتياطات العملات الأجنبية التي تصل إلي 5500 مليار دولار مقارنة ب3 آلاف مليار في البلدان المتطورة، فيما يشكل الدين العام 30% من الناتج المحلي في الأسواق الناشئة و85% من الناتج المحلي في الأسواق النامية. وحول آثار وتداعيات الأزمة المالية العالمية علي مختف دول العالم أكد موبيوس أن الموقف حاليا غريب ومثير بعض الشيء نظرا لأن الأسواق المتقدمة مثل أوروبا وأمريكا واليابان لديها مشكلات كبيرة ورئيسية في كيفية إدارة المديونية مقابل معدلات النمو الاقتصادية في حين تراجع ذلك الفارق في الأسواق الناشئة وهو ما يؤكد أن تلك الأسواق باتت أفضل حالا من الأسواق المتقدمة. يأتي ذلك بالاضافة إلي ارتفاع معدل الاحتياطي النقدي الأجنبي والذي شهد زيادة كبيرة منذ عام 2005 مقارنة بالأسواق المتقدمة وهو ما يوضح جليا أن الأسواق الناشئة تعد أقل مخاطرة من الدول الأكثر تقدما بالاضافة إلي أن معدل النمو الاقتصادي في الاسواق الناشئة يزيد أربع مرات مقابل معدل نمو الأسواق المتقدمة، مشددا علي أن اجتماع تلك العوامل يؤثر بالايجاب في استقطاب الاستثمارات الأجنبية إلي الأسواق الناشئة والتي أصبحت هي الأفضل. إلا أن هناك بعض العوامل التي يجب أن توضع في الاعتبار والتي أهمها أن أوقات الأزمات العالمية مثل اليونان غالبا ما يتجه كبار المستثمرين إلي الأسواق الكبيرة التي تمتلك الأدوات الدفاعية التي تضع استثماراته في منأي عن الآثار السلبية ومن ثم فإن الأمر برمته يعود بشكل مباشر وفقا للاستراتيجية التي تلائم كل مستثمر مثل الاقبال علي الأدوات المالية الأكثر أمانا وأقل مخاطرة والتي أهمها صناديق الاستثمار الأمريكية، والدولار الأمريكي. وحول مدي جاذبية سوق المال المصري أكد رئيس مجلس إدارة شركة تيمبلتون لإدارة الأصول أن السوق المصري يخطو خطوات رائدة في التقدم وذلك بعد اضافة العديد من الأدوات الاستثمارية المهمة بالاضافة إلي تراجع المديونيات وزيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي ومعدل النمو في حالة جيدة ومن المتوقع زيادة معدلات النمو في الشرق الأوسط بصفة عامة الفترة المقبلة خاصة بعد الانتهاء من مرحلة التعافي من تداعيات الأزمة العالمية. وأضاف أن الأسواق الناشئة بصفة عامة تتمتع بأهم عوامل النمو الاقتصادي وهي الازدهار النمو السكاني، حيث شهدت الأسواق الناشئة نموا بنسبة 50% من عام 1990 ليصل العدد الإجمالي إلي نحو 6 مليارات نسمة عام 2010 في مقابل نسبة 8% أي ما يعادل 200.1 مليار شخص في الدول النامية، علما بأن نمو الناتج المحلي الفردي بلغ 126% في الاسواق الناشئة و32% في الدول النامية حيث برزت كل من الصين والهند كمستهلكين رئيسيين من الناتج العالمي عبر استيراد 10% من التجارة العالمية. ولفت مارك موبيوس، إلي وجود ثقة كبيرة لدي المستثمرين الأجانب في الاقتصاد المصري ربما تفوق ثقة بعض المصريين في اقتصادهم مشيرا إلي أن الأجانب يتابعون عن كثب كل ما يجري في مصر واستثماراتهم المتزايدة تؤكد أهمية مصر بالنسبة لهم. وعن أبرز القطاعات التي أبدي الأجانب اهتمامهم بها أشار إلي أن قطاعات البنية التحتية والاستهلاكية والمالية كانت أبرز القطاعات التي حازت علي استفسارات الصناديق والمؤسسات الأجنبية خلال الجولة الترويجية بالإضافة إلي قطاع الاتصالات الذي يشهد معدلات نمو مرتفعة تفوق جميع التوقعات. وفي تحليله للهبوط العنيف والمتكرر للبورصة المصرية مع كل إعلان عن أزمة عالمية جديدة رأي أنه ناتج عن حالة العشوائية التي تسيطر علي المستثمرين الأفراد في كثير من الأحيان وعدم وجود رؤية سليمة لديهم فضلا عن التعود علي اتخاذ قرارات متهورة وبدون دراسة متأنية مطالبا الأفراد بالبورصة المصرية بضرورة النظر إلي سلوك المستثمرين الأجانب الذين عادة ما يقومون بعمليات شراء مستمرة للأسهم في الوقت الذي يكون فيه الأفراد يبيعون